يوم ولادة النبيّ الكريم صلىاللهعليهوآلهوسلم مثل : ارتجاس أيوان كسرى ، وسقوط اربع عشرة شرفة منه ، وانخماد نار فارس الّتي كانت تُعبد ، وانجفاف بحيرة ساوة ، وتساقط الاصنام المنصوبة في الكعبة على وجوهها ، وخروج نور معه صلىاللهعليهوآلهوسلم اضاء مساحة واسعة من الجزيرة ، والرؤيا المخيفة الّتي رآها انوشيروان ومؤبدوه ، وولادة النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم مختوناً مقطوع السُرّة ، وهو يقول : « أللّه اكبر ، والحمدُ للّه كثيراً ، سُبحان اللّه بكرة وأصيلا ».
وقد وردت جميع هذه الامور في المصادر التاريخية الأُولى ، والجوامع الحديثية المعتبرة (١).
ومع ملاحظة ما ورد في حق موسى وعيسى ونقلنا بعضه هنا ، لا يبقى أيّ مجال للشك في صحة هذه الحوادث.
نعم ينبغي أن نسأل هنا : ماذا كانت تهدف هذه الحوادث غير العادية؟
وفي الاجابة على هذا السؤال يجب ان نقول :
إن هذه الحوادث الخارقة والعجيبة كانت تهدف إلى أمرين :
الأول : أن تدفع بالجبابرة ، والوثنيين وعَبدة الاصنام إلى التفكير فيما هم فيه فيسألوا أنفسهم : لماذا انطفأت نيرانُهم الّتي طالما بقيت مشتعلة تحرسها اعيان السَدنة والكهنة؟
لماذا سبّبت هزةٌ خفيفةٌ في ارتجاس ايوان كسرى العظيم المحكم البنيان ، ولم يحدث لبيت عجوز في نفس ذلك البلد شيء؟
لماذا تهاوت الاصنامُ المنصوبة في الكعبة وحولها ، وانكبَّت على وجودهها بينما بقيت غيرها من الاشياء على حالها لم يصبها شيء ابداً؟
لو كانوا يفكرون في تلك الحوادث لعرفوا أن تلك الحوادث كانت تبشّر بعصر جديد ... عصر انتهاء فترة الوثنية وزوال مظاهر السلطة الشيطانية
__________________
١ ـ تاريخ اليعقوبي : ج ٢ ، ص ٥ ، بحار الأنوار : ج ١٥ ، ص ٢٤٨ ـ ٣٣١ ، السيرة الحلبية : ج ١ ، ص ٦٧ ـ ٧٨ وغيرها.