إذا قام صلىاللهعليهوآلهوسلم ثم قال : أنا واللّه يا معشر قريش أحسنُ حديثاً منه فهلمَّ إليّ ، فأنا اُحدِّثكم أحسنَ من حديثه.
ثم يحدّثهم عن ملوك الفرس و « رستم » و « اسفنديار » ثم يقول :
بماذا محمَّد أحسن حديثاً مني وما حديثه إلاّ أساطير الأَولين اكتتبهاكما اكتتبتُها؟ (١).
وقد كانت هذه الخُطة حمقاء جداً إلى درجة أنها لم تدم إلاّ عدة ايام لا اكثر حتّى أن قريشاً سأمت من أحاديث « النضر » وسرعان ما تفرّقت عنه.
وقدنزل في هذا الشأن آيات هي : « وَقالُوا أساطيرُ الأَوَّليْنَ اكتتبها فهي تمْلى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأصِيْلا * قُلْ أَنْزلَهُ الَّذيْ يعْلَمُ السِّرّ في السَماواتِ وَالأَرْضِ إنَّهُ كانَ غَفُوراً رَحيماً » (٢).
* * *
وربما جسَّدوا معارضتهم للدعوة المحمَّدية في صورة تحججات ومجادلات جاهليّة ومآخذ سخيفة اخذوها على رسول اللّه ورسالته ، تنم عن تكبر وجهل ، وعناد ولجاج طبعوا عليه.
وها نحن نذكر ابرزها :
أ ـ لماذا لم ينزل القرآن على ثريّ من اثرياء مكة أو الطائف؟!
قال تعالى حاكيا قولهم : « لَولا نُزِّلَ هذا الْقُرانُ عَلى رَجُل مِنَ الْقَريَتَيْنِ عَظِيْم » (٣).
ب ـ لماذا لم يرسل اليهم ملائكة ولماذا هو بشر؟!
قال تعالى عنهم : « وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أن يُؤْمِنُوا إذْ جاءهُمْ الهُدى إلاّ أَنْ قالُوا أبعَثَ اللّه بَشَراً
__________________
١ ـ السيرة النبوية : ج ١ ، ص ٣٠٠ و ٣٥٨.
٢ ـ الفُرقان : ٥ و ٦.
٣ ـ الزخرف : ٣١.