ومحرمات كالرقص والغناء فهو مرفوض ، مردود لان الكلام انما هو حول اصل الاحتفال مجرداً عن المحرمات والمنكرات.
ان الاحتفاء والاحتفال بمولد خاتم النبيين رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم انما هو تكريم لمن كرّمه اللّه تعالى ، وامر بتكريمه ، وحث على احترامه وحبه ، ومودته ، وانه بالتالي اداء شكر للّه تعالى على تلك الموهبة العظيمة ، وتلك العطيّة المباركة حيث مَنّ سبحانه على البشرية عامة وعلى المسلمين خاصة بأن شرف الارض بمولد عظيم نعمت الارض ببركة شخصيته وخلقه ، واشرقت بنور رسالته ودعوته ، فاية نعمة ترى اولى بالشكر من هذه ، واي شكر اجمل وافضل من الأحتفاء بمولد هذا النبيّ العظيم صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وذكر فضائله ، ومناقبه ، للتعرف عليها ، والاقتداء بها ، وتشديد الحب له بسببها ، والابتهال إلى اللّه في يوم ميلاده ، وطلب التوفيق الالهي لمتابعته ، والسير على نهجه ، والدفاع عن رسالته ، والذبّ دون دينه ، بعد الشكر للّه تعالى على موهبته هذه؟؟
هذا ولقد درج المسلمون في العصور الإسلامية الاولى على الاحتفال بذكرى المولد النبوّي وأنشأوا القصائد الرائعة في مدحه ، وذكر خصاله ومكارم اخلاقه ، واظهروا السرور بمولده والشكر للّه تعالى بلطفه ، وتفضله به صلىاللهعليهوآلهوسلم على البشرية.
قال الإمام الدياربكري في تاريخ الخميس في هذا الصدد :
لا يزال أهل الإسلام يحتفلون بشهر مولده عليهالسلام ويعملون الولائم ، ويتصدقون في لياليه بانواع الصدقات ويظهرون السرور ، ويزيدون في المبرات ويعتنون بقرائة مولده الكريم ، ويظهر عليهم من بركاته كل فضل عميم (١).
اجل ينبغي على المسلمين ان يحتفلوا بمقدم نبيهم الكريم ولا يعبأوا بما قاله البعض حيث قال : « الذكريات الّتي ملأت البلاد باسم الاولياء هي نوع من
__________________
١ ـ تاريخ الخميس في أحوال أنفس نفيس : ج ١ ، ص ٢٢٣ نقلا عن المواهب اللدنية : ج ١ ، ص ٢٧ للقسطلاني.