افتخروا بأن خديجة منهم ، وانهم من خديجة وقد كانوا يعتزون بها ، ويشيدون بمكانتها :
فقد خطب معاوية بالكوفة حين دخلها والحسن والحسين عليهماالسلام جالسان تحت المنبر فذكر علياً عليهالسلام فنال منه ثم نال من الحسن فقام الحسين عليهالسلام ليردَّ عليه فأخذه الحسن بيده وأجلسه ثم قام فقال :
« أيُّها الذاكِرُ عَليّاً أنا الحَسن وأبي عليّ وأنت معاويةُ وأبوك صخرٌ واُمي فاطمة واُمُّك هند وجدي رسُول اللّه وجدُّك عُتبةُ بنْ رَبيعة وجدتي خديجة وجدتُك قتيلة فلعن اللّه أخْمَلَنا ذكراً والأَمُنا حَسَباً وشَرَّنا قديماً وحديثاً. فقال طوائفُ من أهل المسجد : آمين (١).
وقيل : ان « الحسين » عليهالسلام ساير « أنس بن مالك » فاتى قبرَ خديجة فبكى ثم قال : إذْهَبْ عَنّي قال « أنس » ؛ فاستخفيتُ عنه فلما طال وقوفُه في الصلاة سمعته يقول :
يا رَبِّ يَا رَبِّ أنْتَ مَولاهُ |
|
فَاْرحَمْ عُبيْداً إلَيْكَ مَلْجاهُ |
يا ذا المَعالِي عَلَيْكَ مُعْتَمدي |
|
طُوبْى لِمَنْ كُنْت اَنتَ مَوْلاهُ |
طُوْبى لِمَنْ كانَ خادِماً أرقاً |
|
يَشْكُوْ إلى ذِيْ الجَلالِ بَلْواهُ |
إلى آخر الابيات (٢).
هكذا كان اهل البيت النبوي ـ اقتداءً برسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم يحترمون خديجة ويكرمونها لما كان لها من شخصية عظيمة ولما اسدته إلى الإسلام وإلى رسول الإسلام من خدمات لا تنسى على مرّ الدهور.
ان بيان ونقل الاحاديث والروايات ، وكذا الاقوال الّتي وردت في شأن خديجة والحديث عن شخصيتها ومكانتها ومدى إسهامها في انجاح ونصرة الدعوة المحمدية خارج عن امكانية هذه الدراسة ، ونطاقها ، لذلك نكتفي بهذه الالماعة
__________________
١ ـ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي : ج ١٦ ، ص ٤٦ و ٤٧.
٢ ـ بحار الأنوار : ج ٤٤ ، ص ١٩٣ نقلا عن عيون المحاسن.