الله عليه وآله بوكيلها « عمرو بن اسد » (١) لتحديد ساعة من اجل مراسم الخطبة في محضر من الاقارب (٢).
فشاور النبيُ صلىاللهعليهوآلهوسلم أعمامه وفي مقدمتهم « أبو طالب » ، ثم عقدوا مجلساً فخماً حضره كبارُ وجوه قريش ، ورؤساؤها فخطبَ « أبو طالب » ، وبعد انَ حَمداللّه واثنى عليه وصفَ إبن أخيه محمَّداً بقوله :
« ثم إنّ ابْن أخي هذا محمَّد بن عبد اللّه لا يوزَنُ به رجلٌ إلاّ رجح به شرفاً ونُبلا وفضلا وعقلا ، وإن كان في المال فإنَ المالَ ظِلُّ زائلٌ ، وأمرٌ حائلٌ وعاريةٌ مُسْتَرجعَة ، وَلَهُ في خديجة رغبةٌ ولها فيه رغبةٌ ، والصَّداق ما سألتم عاجله وآجله مِن مالي ، ومحمَّدٌ من قد عرَفتُمْ قرابتَه ».
وحيث أن « ابا طالب » تعرَّض في خطبته لذكر قريش ، وبني هاشم وفضيلتهم ، ومنزلتهم بين العرب ، لذلك تكلّم « ورقة بن نوفل بن اسد » الّذي كان من أقارب خديجة (٣) وقال في خطبة له : « لا تنكُرُ العشيرة فضلكُمْ ، ولا يَرُدُّ أحدٌ من الناس فخركم وشرفكُمْ وقد رغبنا في الإتصال بحبلكم وشرفكُمْ » (٤).
ثم اُجري عقد النكاح ومهرها النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أربعمائة دينار وقيل أصدقها عشرين بكرة (٥).
__________________
١ ـ المعروف انّ والد خديجة توفي في حرب الفجار ولهذا قام بالايجاب من قبلها عمها عمرو بن اسد ولهذا لا يصحّ ما ذكره بعض المؤرخين من أنّ خويلد ( والد خديجة ) امتنع من تزويجها لرسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم في بداية الأمر ، ثم رضي بذلك نزولا عند رغبة خديجة.
٢ ـ تاريخ الخميس : ج ١ ، ص ٢٦٤.
٣ ـ المعروف أنّ ورقة كان عمّاً لخديجة ولكن هذا موضع نقاش لأنّ « خديجة بنت خويلد بن اسد » وورقة بن نوفل بن اسد فيكونان اولاد عمومة أي أنّه ابن عم خديجة وهي بنت عمّه. ولذلك جاء في بعض المصادر وصفه ب « ابن عمّها » ( تاريخ الخميس : ج ١ ، ص ٢٨٢ ) وراجع قبله السيرة النبوية لابن هشام : ج ١ ، ص ٢٠٣.
٤ ـ بحار الانوار : ج ١٦ ، ص ١٦ ، مناقب آل أبي طالب : ج ١ ، ص ٣٠ ، السيرة الحلبية : ج ١ ، ص ١٣٩ ، تاريخ الخميس : ج ١ ، ص ٢٦٤.
٥ ـ السيرة الحلبية : ج ١ ، ص ١٣٩.