إبراهيم!! ما حَجرٌ نُطيف به لا يسمعُ ولا يبصرُ ، ولا يضرُ ولا ينفعُ ، يا قوم التمسوا لأنفسكم ديناً ...
وكان هؤلاء الأربعة هم :
١ ـ « ورقة بن نوفل » الَّذي اختار النصرانية بعد أن طالعَ كُتُبَها ، واتصل بأهلها.
٢ ـ « عبيداللّه بن جَحش » الّذي أسلمَ عند ظهور الإسلام ، ثم هاجر مع المسلمين إلى الحبشة.
٣ ـ « عثمان بن الحويرث » الّذي قدم على قيصر ملك الروم ، فتنصَّر.
٤ ـ « زيد بن عمرو بن نفيل » الّذي اعتزل الأوثان ، وقال : اعبدُ رب إبراهيم (١).
إن ظهور مثل هذا الاستنكار والجحد للأوثان والوثنية لا يعني أبداً أنَّ دعوة رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم كانت تعقيباً لدعوة هذه الجماعة ، واستمراراً لها!!
كيف يمكن أنْ نعتبر دعوة رسول اللّه العالمية مع ما انطوت عليه من أهداف كبرى ، واستندت إليه من معارف وأحكام لا تُحصى ، ردّة فعل لمثل هذا الحادث الصغير وتعبيراً عن مثل هذا الاستنكار المحدود؟
إن الحنيفية وهي سُنّة إبراهيم ودينه لم تكن قد مُحِيت كليّاً في الحجاز بعد ايام بعثة رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم بل كان هناك لا يزال بعض الأحناف ( وهم الذين كانوا على دين إبراهيم عليهالسلام ) منتشرين في أنحاء الجزيرة العربية ، إلاّ أن ذلك لا يعني أنّهم كانوا قادرين على التظاهر بعقيدتهم بين الناس ، أو قيادة حركة ، أو تربية أفراد على نهجهم ، أو أن توجُّهاتهم التوحيدية كانت من القوة بحيث تستطيع أن تكون مصدر إلهام لقيم ومعارف وتعاليم وأحكام لِشخصيّة مثل رسول الإسلام « محمَّد » صلىاللهعليهوآلهوسلم.
فلم يُنقَل عن هؤلاء سوى بعض الإعتقادات المعدودة المحدودة مثل الاعتقاد
__________________
١ ـ السيرة النبوية : ج ١ ، ص ٢٢٥.