خالي الوفاض صفر اليدين.
وللوقوف على هذه الحقيقة اقرأ القصة التالية التي نقلها « ديودرس ».
عندما دخل ديمتريوس القائد اليوناني الكبير « بطرا » ( وهي مدينة قديمة من مدن الحجاز ) بهدف فتح جزيرة العرب خاطبهُ سكانُ تلك المدينة قائلين :
لماذا تحاربنا أيها الملك ديمتريوس ونحن من سُكان الصحارى الّتي لا تُسدُّ فيها خلّة ، ترانا نقطن في هذه البقاع القاحلة فراراً من العبودية. إقبل هدايانا ، وارجع إلى حيث كنت ، سنكون من أوفى الاصدقاء لك ، ولكنك إذا رغبت في حصرنا حرمت كل هناءة ، ورأيت عجزك عن اكراهنا على تبديل طرق حياتنا الّتي تعوَّدناها منذ نعومة أظفارنا ، وإذا قدرت على اسر بعضنا أيقنت أنك لن تجد واحداً ممن أسرت يستطيع أن يألف حياة غير الّتي ألفناها.
هناك رأى ديمتريوس أن يقبل هديتهم وان يرضى بالمآب (١).
٢ ـ المنطقة الوسطى والشرقية ، التي تسمى ب « صحراء العرب » ومنطقة « نجد » الّتي هي جزء من هذه المنطقة أرض مرتفعة يقوم فيها بضع قُرى صغيرة معدودة.
ولقد أصبحت الرياضُ الّتي اتخذها السعوديون عاصمة لهم بعد استيلائهم من المراكز المهمة في هذه الناحية من الجزيرة.
٣ ـ المنطقة الجنوبية الغربية من الجزيرة العربية ، والّتي تسمى ب « اليمن » وتمتد طولا من الشمال إلى الجنوب حوالي (٧٥٠) كيلومتراً ومن الغرب إلى الشرق حوالى (٤٠٠) كيلومتراً.
وتقدر مساحة هذا البلد بستين الف ميل مربع تقريباً ، ولكنها كانت ـ قبل ذلك ـ أوسع من هذا القدر ، وقد كان قسم منها ( وهوعدن ) خلال النصف الاول من القرن الأخير تحت الانتداب البريطاني ، ومن هنا ينتهي شمالا إلى نجد ، وجنوباً إلى عدن ، وغرباً إلى البحر الأحمر وشرقاً إلى صحراء الربع
__________________
١ ـ حضارة العرب : تأليف غوستاف لوبون ص ٩١ ـ ٠٢ ترجمة عادل رتميتر.