بِالْبَيِّناتِ قالُوا هذا سحرٌ مُبينٌ » (١).
كما يتحدث القرآنُ الكريمُ عن أهل الكتاب الذين تنكروا لرسالة النبي محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم عندما بُعثَ وقد كانوا من قبل يخبرون عنه ويطلبون النصر به على اعدائهم إذ قال سبحانه : « وَلمَّا جاءهُمْ كِتابٌ مِنْ عِندِ اللّه مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكانُوا مِنْ قَبلُ يَسْتفتِحُونَ عَلى الَّذينَ كَفَرُوا فَلمّا جاءَهُمْ ما عَرَفُوا كَفَرُوا بِه فلعنَةُ اللّه عَلى الْكافِرينَ » (٢).
بل ويخبرنا القرآنُ الكريم بأَنَّ إبراهيم عليهالسلام يومَ أحلّ زوجتَه وولده اسماعيل بارض مكة دعا قائلا : « رَبَّنا وَابعَثْ فيهمْ رَسولا مِنْهُمْ يَتلو عَلَيْهمْ آياتِكَ وَيعلِّمُهُمْ الْكِتابَ وَالْحِكْمةَ وَيُزكّيهمْ إنَّكَ أَنتَ الْعَزيزُ الْحَكيمُ » (٣).
وقد انطبقت هذه الأوصاف على رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم إذ يصفه القرآن الكريم بقوله : « لَقَدْ مَنّ اللّه عَلى الْمُؤمنينَ إذْ بَعثَ فيهمْ رَسولا مِنْ أنفُسِهِمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِه وَيُزكّيهِمْ وَيُعلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَة وَإنْ كانوا مِنْ قَبلُ لَفي ضَلال مُبيْن » (٤).
واستكمالا لهذا البحث ينبغي أيضاً أن نشير إلى أبرز ناحية في رسالة النبيّ محمَّد صلىاللهعليهوآلهوسلم ونبوته وهي مسألة الخاتمية.
فان القرآن الكريم صرح في آيات عديدة بكون رسول اللّه محمَّد صلىاللهعليهوآلهوسلم خاتم النبيّين ، وشريعته خاتمة الشرائع ، فلا نبيّ بعده ، ولا رسالة بعد رسالته.
__________________
١ ـ الصف : ٦.
٢ ـ البقرة : ٨٩.
٣ ـ البقرة : ١٢٩.
٤ ـ آل عمران : ١٦٤.