السورةُ (١).
٥ ـ إن جرواً لأحد نساء النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أو أحد أقربائه حال دون نزول الوحي عليه (٢).
٦ ـ إنّ رسولَ اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم سأل جبرئيلَ عن تأخّر الوحي قال جبرئيل ، لا املِكُ من نفسي شيئاً إنّما أنا عبدٌ مأمورٌ (٣).
ثم ان هناك أقوالا اُخرى يمكنُ الحصول عليها من مراجعة التفاسير (٤).
ولكنَ الطبريّ نقَلَ وجهاً آخر تمسَكَ به المغرضون والمرضى من الكُتّاب واعتبروه دليلا على طروء الشك على قلب رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم وهو أنّ الوحي انقطع عن رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم بعد حادثة ( حراء ) فقالت خديجة للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : ما أرى ربَّك إلاّ قد قلاك!!
فنزلَ الوحيُ يقولُ : « ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى » (٥).
وممّا يدلُّ على أَهداف هذا النوع من الكُتّاب ، المريضة ، أو عدم تتبّعهم واستقصائهم ، أنهم تمسكوا من بين جميع الأقوال بهذا الاحتمال ، واستندوا إليه للحكم على شخصية كرسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم الّذي لم يَر في حياته أي أثر للشك والحيرة مطلقاً.
وإننا مع ملاحظة النقاط التالية يمكننا أن نقف على بطلان هذا الاحتمال وتفاهته :
١ ـ لقد كانت السيدة خديجة من النساء اللواتي أحببن رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم حباً صادقاً وعميقاً ، فهي الّتي وفت لزوجها حتّى النفس الأخير ،
__________________
١ ـ تفسير روح المعاني : ج ٣٠ ، ص ١٥٧.
٢ ـ غرائب القرآن في هامش تفسير الطبري : ج ٣٠ ، ص ١٠٨.
٣ ـ تفسير ابو الفتوح الرازي : ج ١٢ ، ص ١٠٨.
٤ ـ مجمع البيان : ج ١٠ ، تفسير سورة الضحى.
٥ ـ تفسير الطبري : ج ٣٠ ، ص ١٤٨.