١ ـ ان اليهود سألوا رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم عن اصحاب الكهف ، وعن الروح ، وعن قصة ذي القرنين فقال عليه الصلاة والسّلام : ساُخبركم غداً ، ولم يستثن ، فاحتبس عنه الوحي (١).
بناء على هذا لا يمكن ان نربط هذه المسألة ببدء الوحي ومطلع عهد الرسالة لان اتصال علماء اليهود واحبارهم مع النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم عن طريق قريش وسؤالهم اياه حول هذه الاُمور الثلاثة ، وقع في حدود السنة السابعة من البعثة يوم توجه وفد من قريش إلى المدينة ليسألوا علماء اليهود عن صحة ما جاء به رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فاقترح اليهود عليهم ان يسألوا النبي عن تلك الاُمور الثلاثة (٢).
٢ ـ قالت خولة وهي امرأة كانت تخدم رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم أن جرواً دخل البيت فدخل تحت السرير فمات ، فمكث نبي اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم أياماً لا ينزلُ عليه الوحيُ ، فلمّا خرج رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم من البيت كنست خولة تحت السرير فاذا جروٌ ميّت فأخذته والقته خلفَ الجدار فأنزلَ اللّهُ تعالى هذه السورة ولما نزل جبرئيل سأله النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم عن التأخر فقال : « أما علمت أنّا لا ندخلُ بيتاً فيه كلبٌ ولا صورةٌ » (٣).
٣ ـ إن المسلمين قالوا : يا رسول اللّه ، مالكَ لا ينزلُ عليكَ الوحيُ؟ فقال : « وكيف ينزِلُ عليّ وأنتمْ لا تقصُّون أظفاركُمْ ولا تأخذونَ من شواربكم »؟ (٤)
فنزلَ جبرئيلُ بهذه السورة.
٤ ـ اهدى عثمان إلى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم عنقود عنب وقيل عِذق تمر فجاء سائلٌ فأعطاه ثم اشتراه عثمان بدرهم فقدّمه إليه صلىاللهعليهوآلهوسلم ثانياً ثم عاد السائل فأعطاه وهكذا ثلاث مرات فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : ملاطفاً لا غضبان : أسائلٌ أنت يا فلان أم تاجر؟ فتأخر الوحيُ أياماً فاستوحش فنزلت
__________________
١ ـ روح المعاني : ج ٣٠ ، ص ١٥٧ ، السيرة الحلبية : ج ١ ، ص ٣١٠ و ٣١١.
٢ ـ السيرة النبوية : ج ١ ، ص ٣٠٠ و ٣٠١.
٣ ـ تفسير القرطبي : ج ١٠ ، ص ٨٣ و ٧١ ، السيرة الحلبية : ج ١ ، ص ٣٤٩.
٤ ـ نفس المصدر.