١٥
الدعوة العامّة
كان قد انقضى ثلاث سنوات على بدء البعثة يوم عمد رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى دعوة الناس عامة بعد دعوة عشيرته الاقربين.
فقد استطاع خلال السنوات الثلاث الاُولى من عمر الدعوة أن يهدي ـ من خلال الاتصالات السرية ـ مجموعة من الاشخاص إلى الإسلام ولكنّه دعا هذه المرّة وبصوت عال عامة الناس إلى دين التوحيد.
فقد وقف ذات يوم على صخرة عند جبل الصفا ونادى بصوت عال : يا صباحاه ( وهي كلمةٌ كانت العربُ تطلقها كلّما أحسَّت بخطر ، أو بلغها نبأ مُرعب فكانت هذه الكلمة بمثابة جرس الخطر ) (١) فلفت نداء النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم هذا نظر الناس فاجتمع حوله جماعة من أبناء القبائل المختلفة وقالوا : له ما لَكَ؟
فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : أرأيتكم إن أخبرتكم أنَّ العدوّ مُصبحكم أو ممسيكم ما كنتم تصدّقونني؟
__________________
١ ـ قال الجزري في النهاية : ج ٢ ، ص ٢٧١ : صعد النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم على الصفا وقال : يا صباحاه ؛ هذه كلمة يقولها المستغيث ، وأصلها إذا صاحوا للغارة لانهم اكثر ما كانوا يغيرون عند الصباح ويسمّون يوم الغارة يوم الصباح ، فكأن القائل : يا صباحاه يقول : قد غشينا العدو.