فتوجه من توّه إلى البيت الّذي ذكر له أنَّ فيه رسول صلىاللهعليهوآلهوسلم وجماعة من أصحابه وهو متوشح سيفَه ، فضربَ عليهم الباب ، فلمّا سَمِعُوا صوته قام رجلٌ مِن أصحاب رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم فنظر من خلل الباب فرآه متوشحاً السيفَ فرجَع إلى رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم وهو فزع وأخبرَ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم بما رأى ، فقال حمزة : فائذن له ، فان جاء يريد خيراً بذلناه له ، وإن كان يريد شراً قتلناه بسيفه.
فقال رسولُ اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم : إئذن له ، فأذِنَ له الرجل ، ونهض إليه رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم حتّى لقيه في الحجرة ، فأخذ حجزته ( وهو موضع شد الإزار ) أو بمجمع ردائه ثم جَبذَهُ جبذَةً شديدةَ ، وقال : ما جاء بك يابن الخطاب فواللّه ما أرى تنتهي حتّى ينزل اللّه بك قارعة؟!
فقال عمر : يا رسول اللّه جئتك لاؤمن باللّه وبرسوله وبما جاء من عند اللّه.
وهكذا اسلم « عمر » عند رسول اللّه وأصحابه وانضوى إلى صفوف المسلمين.
ثم ان ابن هشام روى رواية اُخرى في كيفية اسلام عمر من أراد الوقوف عليها راجعها في السيرة النبوية (١).
__________________
١ ـ السيرة النبوية : ج ١ ، ص ٣٤٣ ـ ٣٤٦.