ولكي يعرفوا بواسطة ذلك مواعيد واجباتهم الشرعية والاجتماعية ، ويعرف الدُّيّان موعد تسلّم دُيونهم ، ويعمَدُ المَدِينون إلى دفع ما عليهم في وقته ، ويقومَ المؤمنُون بفرائضهم المقيَّدة بالازمنة والاوقات كالصوم والحج وماشابه ذلك.
من هنا لا مجال للنقاش في احتياج كل اُمة إلى تاريخ معين ثابت محدّد تجعله ملاكاً للتوقيت ، ومداراً لتحديداتها الزمنية.
إنما الكلام هو في ما ينبغي إتباعه والجري عليه من التواريخ ، وتنظيم المستندات والمكاتبات والمواعيد وفقاً له.
وبعبارة اُخرى : إن الكلام إنما هو في ما ينبغي جعله مبدءً للتاريخ يقاس به كل العُقودِ والاتفاقات من حيث الزمان ، والتوقيت.
فما الّذي يصلح أوينبغي إتخاذه مبدءً للتاريخ للامة الإسلامية؟
الجواب :
إن الاجابة على هذا السؤال واضحة جداً ، وتلك الاجابة هي :
إذا كانت لاُمة من الامم حوادث لامعة وسوابق مشرقة في حياتها ، وثقافة خاصة بها ، وديناً ومسلكاً مستقلا وشخصيات علمية وسياسية بارزة ، واحداث ووقائع عظيمة مثيرة ، تبعث على الفخر والاعتزاز ، ولم تكن كنبتة وحشية نبتت عفواً واعتباطاً من غير قانون ولا جذور كبعض الجماعات والشعوب الجديدة الظهور الّتي لا ترتكز إلى اُصول ثابتة معلومة.
فان على مثل هذه الاُمة أن تتخذ من أعظم حوادثها الاجتماعية والدينية مبدءً لتاريخها الّذي تقيس ، وتنظم عليه بقية حوادثها وأعمالها الّتي سبقت تلكم الحادثة العظمى ، أو الّتي وقعت اوتقع بعدها.
ومن هنا تكون قد اكسبت شخصيتها وكيانها قوةً اكبر ، وصانت نفسها من التبعية للشعوب والاُمم الاخرى ، والميعان والفناء فيها.
وإذ لم يكن في تاريخ الاُمة الإسلامية شخصية أعلى شأناً من شخصية رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم ، كما لم يكن هناك حادثة أعظم ، وانفع من حادثة