لما كنت في المدينة المنورة في شهر محرم سنة ١٣٥٨ وجدت في الكتابة القديمة الّتي في جنوبي جبل سلع في المدينة المنورة « أنا علي بن أبو طالب » (١).
٣ ـ جاء في معاهدة الصلح الّتي نظمها « خالد بن الوليد » لاهل دمشق ، ونص فيها على احترام دمائهم ، واموالهم وكنائسهم : « وكتب سنة ثلاث عشرة » (٢).
وكلنا نعلم أن دمشق فتحت في أواخر حياة الخليفة الأوّل.
فما يدعيه البعض من ان التاريخ الهجري قد اتخذ في عهد الخليفة الثاني بارشاد وتأييد من الامام علي عليهالسلام غير صحيح فان تاريخ ذلك يرتبط بالسنة السادسة عشرة أو السابعة عشرة من الهجرة ، والحال ان هذه المعاهدة قد نظِّمت ودُوّنت واُرخت بالتاريخ الهجري قبل ذلك بأربع سنوات.
٤ ـ ان كتاب الصلح الّذي كتبه الامام علي عليهالسلام بأمر رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم لنصارى نجران مؤرَّخ بالسنة الهجرية الخامسة.
فقد جاء في هذه الرسالة :
« وأمر علياً ان يكتب فيه انه كتب لخمس من الهجرة » (٣).
ان هذه الجملة تفيد بوضوح ان النبيّ الاكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم هو واضع التاريخ الهجري ومؤسسه الاوّل وهو الّذي أمر علياً عليهالسلام بان يؤرخ ذلك الكتاب بالتاريخ الهجري في ذيله.
٥ ـ جاء في مقدمة الصحيفة السجادية : قال جبرئيل وهو يفسر رؤيا رآها رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم : « تدور رحى الإسلام من مهاجرك فتلبث بذلك عشر ، ثم تدور رحى الإسلام على رأس خمس وثلاثين من مهاجرك فتلبث بذلك خمس ، ثم لابد من رحى ضلالة هي قائمة على قطبها » (٤).
__________________
١ ـ مكاتيب الرسول : ص ٢٨٩ ، نقلا عن شرح ملا علي القاري لشفاء القاضي عياض ، وكذا الوثائق السياسية.
٢ ـ الاموال : طبعة مصر ، ص ٢٩٧.
٣ ـ التراتيب الادارية : ج ١ ، ص ١٨١ نقلا عن السيوطي.
٤ ـ مقدمة الصحيفة السجادية ، سفينة البحار : ج ٢ ، ص ٦٤١.