هي منطقة قريبة من المدينة ) وحط قدمه على تراب يثرب استقبله الناس رجالا ونساء ، كباراً وصغاراً ، استقبالا عظيماً ورحّبوا به اعظم ترحيب ، وردّد المرحبّون انا شيد الترحيب التالية :
طَلَعَ البدرُ عَلَينا |
|
مِنْ ثَنيات الوَداع |
وَجَبَ الشُكْرُ عَلَينا |
|
ما دَعا للّهِ داع |
أيّها المبعوثُ فينا |
|
جِئتَ بِالأمر المُطاع |
وكانت بنو عمرو بن عوف قد اجتمعت عنده وأصرّت عليه بأن ينزل في قباء وقالوا : أقم عندنا يا رسول اللّه فإنا أهل الجدّ والجَلَد ، والحلقة ( أي السلاح ) والمنعة ، ولكن رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم لم يقبل.
وبلغ الأوسَ والخزرجَ خروجُ رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم وقرب نزوله المدينة فلبسوا السلاح وأقبلوا يعدون حول ناقته لا يمرّ بحيٍّ من أحياء الانصار إلاّ وثبوا في وجهه وأخذوا بزمام ناقته وأصرّوا عليه بأن ينزل عليهم هذا ورسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : خَلُّوا سبيلها فانها مأمورة.
واخيراً لما انتهت ناقته ـ وكان صلىاللهعليهوآلهوسلم قد أرخى زمامَها ـ إلى باب المسجد الّذي هو اليوم ، ولم يكن مسجداً إنما كان أرضاً واسعة ليتيمين من الخزرج يقال لهما : سهل وسهيل وكانا في حجر أسعد بن زرارة فبركت الناقة على باب « ابي أيوب » خالد بن زيد (١) الانصاري الّذي كان على مقربة من تلك الأرض.
فاغتنمت ام أبي ايوب الفرصة فبادرت إلى رحل رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم فحلّته وأدخلته منزلَها ، بينما اجتمع عليه الناس ويسألونه أن ينزل عليهم.
فلما اكثروا عليه ، وتنازعوا في أخذه قال صلىاللهعليهوآلهوسلم أين الرحل؟؟
فقالوا : يخوف أم أيوب قد ادخلته في بيتها.
فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : « المرء مع رحله » وأخذ اسعدُ بن زرارة بزمام
__________________
١ ـ بحار الأنوار : ج ١٩ ، ص ١٠٨ ولكن ذهب البعض كصاحب الكامل في التاريخ إلى أنهما كانا في حجر معاد بن عفراء.