في الحرمة.
مع أنّه يكفي في صرفها إلى الكراهة معروفيّة توسعة الوقت لدى الشيعة قديما وحديثا ، حتّى أنّ بعض أصحاب الأئمّة عليهمالسلام ـ كزرارة ـ جعل برهة من الزمان لا يصلّي العصر إلّا في آخر وقتها عند غيبوبة الشمس.
كما يشهد بذلك ما رواه ابن أبي عمير ، قال : دخلت على أبي عبد الله عليهالسلام ، فقال : «كيف تركت زرارة؟» قال : تركته لا يصلّي العصر حتّى تغيب الشمس ، قال :«فأنت رسولي إليه فقل له : فليصلّ في مواقيت أصحابه» (١) فإنّ من الواضح أنّه لو لم يكن يعلم زرارة توسعة الوقت ، وأنّ الأخبار التي ورد فيها الأمر بالمسارعة إلى الصلاة في أوّل وقتها ـ التي وصل إلينا كثير منها بواسطته ـ على سبيل الاستحباب ، لم يكن يؤخّر صلاته إلى آخر الوقت.
لا يقال : إنّ تأخير زرارة للصلاة لم يكن إلّا لعلّه موجبة له ، فلعلّه كان مأمورا بذلك من قبل الإمام عليهالسلام لبعض المصالح ، كما يشهد بذلك ما عن الكشّي في كتاب الرجال بإسناده عن القاسم بن عروة عن ابن بكير ، قال : دخل زرارة على أبي عبد الله عليهالسلام ، فقال : إنّكم قلتم لنا في الظهر والعصر على ذراع وذراعين ، ثمّ قلتم : أبردوا بها في الصيف فكيف الإبراد بها؟ وفتح ألواحه ليكتب ما يقول ، فلم يجبه أبو عبد الله عليهالسلام ، بشيء ، فأطبق ألواحه فقال : إنّما علينا أن نسألكم وأنتم أعلم بما عليكم وخرج ، ودخل أبو بصير على أبي عبد الله عليهالسلام ، فقال : «إنّ زرارة سألني عن شيء فلم أجبه وقد ضقت من ذلك ، فاذهب أنت رسولي إليه فقل : صلّ
__________________
(١) اختيار معرفة الرجال : ١٤٣ / ٢٢٤ ، الوسائل ، الباب ٩ من أبواب المواقيت ، ح ١٤.