الفجر من صلاة الليل هي؟ قال : «نعم» (١) وقوله عليهالسلام في خبر مفضّل بن عمر ـ المتقدّم (٢) عند البحث عن جواز إتيان نافلة الليل بعد الفجر ـ : «وإذا أنت قمت وقد طلع الفجر فابدأ بالفريضة ، ولا تصلّ غيرها» ـ فجعل هذه الأخبار شاهدة على إرادة الفجر الأوّل من الأخبار المتقدّمة.
واستشهد لتنزيل الأخبار التي هي نصّ في إرادة الفجر الثاني على التقيّة :برواية أبي بصير ، المتقدّمة (٣) الدالّة على أنّ أمر الصادق عليهالسلام بفعلهما بعد الفجر جار مجرى التقيّة (٤).
وفيه : أنّ رواية أبي بصير وقع فيها السؤال عن وقت الركعتين ، فقوله عليهالسلام :«بعد طلوع الفجر» بمنزلة ما لو قال : إنّ وقت ركعتي الفجر بعد طلوعه ، وهذا مخالف لجميع الأخبار المتقدّمة ، عدا صحيحتي ابن الحجّاج ويعقوب بن سالم ، المتقدّمتين (٥) اللّتين أمر فيهما الصادق عليهالسلام بفعلهما بعد الفجر ، ولفتوى أصحابنا ، وموافق لمذهب جمهور العامّة على ما حكي (٦) عنهم ، فلو لا تصريح الصادق عليهالسلام بصدوره تقيّة لكنّا نحمله أيضا عليها بمقتضى القواعد الواصلة إلينا منهم عليهمالسلام.
نظير رواية أبي بكر الحضرمي قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام ، فقلت : متى
__________________
(١) التهذيب ٢ : ١٣٢ ـ ١٣٣ / ٥١٢ ، الاستبصار ١ : ٢٨٣ / ١٠٣٠ ، الوسائل ، الباب ٥٠ من أبواب المواقيت ، ح ٤.
(٢) في ص ٢٨٠.
(٣) في ص ٣٠٣.
(٤) الحدائق الناضرة ٦ : ٢٤١ ـ ٢٤٣ و ٢٤٥.
(٥) في ص ٣٠٢ ـ ٣٠٣.
(٦) لا حظ الحدائق الناضرة ٦ : ٢٤٥.