خصوص القبلة في غاية البعد ؛ فإنّ المنساق من السؤال ليس إلّا الاستفهام عمّا يقتضيه تكليفه بالنسبة إلى الصلوات الموقّتة بأوقات مخصوصة من الليل والنهار عند التباس أوقاتها بواسطة اختفاء الشمس والقمر والنجوم اللّاتي بها تميّز أجزاء الوقت ، لا بالنسبة إلى القبلة التي لا تتوقّف معرفتها على رؤية الشمس والقمر والنجوم إلّا من باب الاتّفاق في الأسفار ونحوها ، فالمقصود بالاجتهاد ـ بحسب الظاهر ـ إمّا في خصوص الوقت ، فيكون قوله عليهالسلام : «وتعمّد القبلة جهدك» للإرشاد إلى كيفيّة الاجتهاد بجعله إلى سمت القبلة بلحاظ أنّ استكشاف الوقت بالتحرّي إلى هذه الجهة أقرب إلى الاعتبار ، كما هو واضح بالنسبة إلى الزوال حيث إنّ فيه مظنّة أن يظهر من عين الشمس أثر يميّز به الوقت ، وبالنسبة إلى غيره أيضا لا يبعد أن يكون كذلك ؛ لقوة احتمال أن تكون الموانع عن الرؤية ـ التي هي عبارة عن الغيم ونحوه ـ في سمت الجنوب الذي هو جهة القبلة بالنسبة إلى المدينة ونحوها ممّا ينزّل عليه إطلاق الروايات أخفّ أو أسرع إلى الزوال غالبا ، أو أنّ المقصود به الاجتهاد فيه وفي القبلة أيضا ، فنبّه الإمام عليهالسلام على حكم الجهل بالقبلة أيضا ، الذي قد ينشأ من اختفاء الشمس والقمر والكواكب وإن لم ينسبق إرادته من السؤال ، فالإنصاف عدم قصور في دلالة الرواية.
وأمّا ضعف سندها فمجبور بالعمل ، كما أنّ خبر الكناني أيضا كذلك.
هذا ، مع أنّ الخدشة في رواية الكناني : بضعف السند غير ضائر ؛ لورود مضمونها في غيرها من الروايات المعتبرة المعمول بها لدى الأصحاب.
منها : صحيحة أخرى لزرارة أيضا عن أبي جعفر عليهالسلام أنّه قال لرجل ظنّ أنّ