والمقصود بنقل هذه القراءة بيان كون صلاة العصر أيضا منصوصا عليها بالصراحة في الكتاب العزيز ، ولكن نسخ الأخبار المرويّ فيها هذا الخبر ـ على ما ذكره في الحدائق (١) ـ مختلفة.
فعن الفقيه (٢) روايتها ـ كما عرفت ـ بذكر صلاة العصر عقيب الصلاة الوسطى بلا توسيط العاطف.
وعن التهذيب (٣) روايتها بعطف صلاة العصر على الصلاة الوسطى. وهذا بحسب الظاهر هو الصحيح ، فكأنّ الأوّل نشأ من سهو قلم النّسّاخ ؛ فإنّ ذكرها بلا عطف لا يلائم ما قبل هذه الفقرة وما بعدها من التصريح بأنّ صلاة الوسطى ـ التي امروا بالمحافظة عليها وبالقيام فيها قانتين ـ هي صلاة الظهر ، كما يشهد لذلك الأخبار المستفيضة المرويّة عن طرق الخاصّة والعامّة ، الحاكية لنقل هذه القراءة ـ التي اشير إليها في الرواية ـ بالواو.
كصحيحة عبد الله بن سنان ـ المرويّة عن تفسير [القمّي] (٤) ـ عن أبي عبد الله عليهالسلام أنّه قرأ «حافِظُوا عَلَى [الصَّلَواتِ] (٥) وَالصَّلاةِ الْوُسْطى وصلاة العصر وَقُومُوا لِلّهِ قانِتِينَ» (٦).
__________________
(١) الحدائق الناضرة ٦ : ٢٣.
(٢) الحاكي عنه هو البحراني في الحدائق الناضرة ٦ : ٢٣ و ٢٠ ٢١.
(٣) الحاكي عنه هو البحراني في الحدائق الناضرة ٦ : ٢٣ ، وفي نسخة التهذيب المعتمدة في التحقيق صلاة العصر غير معطوفة على الصلاة الوسطى راجع الهامش (٤) من ص ٧٧.
(٤) بدل ما بين المعقوفين في «ض ١٤ ، ١٦» : «العيّاشي». والصحيح ما أثبتناه كما في بحار الأنوار ٨٢ : ٢٨٦ / ٤ ، والحدائق الناضرة ٦ : ٢٢ ، مضافا إلى عدم وجود تلك الرواية في تفسير العيّاشي ، بل فيه ١ : ١٢٧ / ٤١٨ ـ رواية أخرى ـ غيرها عن عبد الله بن سنان.
(٥) ما بين المعقوفين من المصدر.
(٦) تفسير القمّي ١ : ٧٩ ، وفيه : «والصلاة الوسطى صلاة العصر» من دون العطف بالواو.