سوداء بعسّ يتخضخض ما هو بملآن فتستّرتُ إلى بعيري فاغتسلت ، ثمّ جئت فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «يا أبا ذر إنّ الصعيد الطيِّب طهور وإن لم تجد الماء إلى عشر سنين ، فإذا وجدت الماء فأَمسِسه جلدك» (١).
وهلاّ قرع سمعه حديث الأسقع ، قال : كنت أرحِّل للنبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم فأصابتني جنابة فقال النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : «رحِّل لنا يا أسقع». فقلت : بأبي أنت وأُمّي أصابتني جنابة وليس في المنزل ماء. فقال : «تعال يا أسقع أُعلّمك التيمّم مثل ما علّمني جبرئيل» فأتيته فنحّاني عن الطريق قليلاً فعلّمني التيمّم (٢).
وقبل كلِّ شيء آيتا التيمّم ، إحداهما في سورة النساء آية (٤٣) ، وهي قوله :
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكارى حَتَّى تَعْلَمُوا ما تَقُولُونَ وَلا جُنُباً إِلاَّ عابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضى أَوْ عَلى سَفَرٍ أَوْ جاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّساءَ فَلَمْ تَجِدُوا ماءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللهَ كانَ عَفُوًّا غَفُوراً).
وقال أمير المؤمنين عليهالسلام : «أُنزلت هذه الآية [في المسافر] إذا أجنب فلم يجد الماء تيمّم وصلّى حتى يدرك الماء ، فإذا أدرك الماء اغتسل» (٣).
والآية الثانية في سورة المائدة آية (٦) ، وهي قوله :
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضى أَوْ عَلى سَفَرٍ أَوْ جاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّساءَ فَلَمْ تَجِدُوا ماءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً
__________________
(١) سنن البيهقي : ١ / ٢١٧ ، ٢٢٠. (المؤلف)
(٢) تاريخ الخطيب البغدادي : ٨ / ٣٧٧ [رقم ٤٤٧٧]. (المؤلف)
(٣) سنن البيهقي : ١ / ٢١٦ [والزيادة في المتن من المصدر]. (المؤلف)