عمر رضى الله عنه : الكلالة ما عدا الولد ، قال أبو بكر : الكلالة ما عدا الولد والوالد ، فلمّا طعن عمر قال : إنّي لأستحيي أن أُخالف أبا بكر ، الكلالة ما عدا الولد والوالد.
١٥ ـ في السنن الكبرى (٦ / ٢٢٤) : أنّ عمر بن الخطّاب رضى الله عنه قال : أتى عليّ زمان ما أدري ما الكلالة ، وإذا الكلالة من لا أب له ولا ولد.
١٦ ـ عن ابن عبّاس قال : كنت آخر الناس عهداً بعمر رضى الله عنه فسمعته يقول : القول ما قلت. قلت : وما قلت؟ قال : الكلالة من لا ولد له. السنن الكبرى (٦ / ٢٢٥) ، مستدرك الحاكم (١) (٢ / ٣٠٤).
قال الأميني : ما أعضل الكلالة على الخليفة! وما أبهمها وأبهم حكمها عنده! وهي شريعة مطّردة سمحة سهلة ، وهل هو حين أكثر السؤال عنها أجاب عنه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أو لم يجب؟ فإن كان الأوّل فلم لم يحفظه أو قصر فهمه عن عرفانه وهو أحبّ إليه من حمر النعم ، أو من الدنيا وما فيها ، أو من أن يكون له مثل قصور الشام؟ وإن كان الثاني فحاشا رسول الله أن يؤخّر البيان عن وقت الحاجة وهو يعلم أنّه سوف يتربّع على منصّة الخلافة فترفع إليه المسائل والخصومات وإنّ من أكثرها اطّراداً مسألة الكلالة ، لكن الحقيقة هي ما نوّه به رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بقوله لحفصة : «ما أرى أباكِ يعلمها» أو بقوله : «ما أراه يقيمها» ، وهو يعرب عن جليّة الحال ، ويوقف القارئ على الواقع إن لم يضلّه الهوى.
والخطب الفظيع أنّه بعد هذه كلّها ومع قوله : إنّها لم تبيَّن لي لم يتزحزح عن الحكم فيها ، وكان يقضي فيها برأيه ما شاء ذاهلاً عن قوله تعالى : (وَلا تَقْفُ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلاً) (٢) ، وعن قوله تعالى : (وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنا بَعْضَ الْأَقاوِيلِ * لَأَخَذْنا مِنْهُ بِالْيَمِينِ * ثُمَّ لَقَطَعْنا مِنْهُ الْوَتِينَ * فَما
__________________
(١) المستدرك على الصحيحين : ٢ / ٣٣٢ ح ٣١٨٧.
(٢) الإسراء : ٣٦.