يطع إنسان ولم يعبد بل تبع حكم القيامة بحجة أنّ الطاعة والعبادة هما أمران روحيان كان ينكل به ويرجم ويقتل ، كذلك الآن في عصر القيامة إذا تقيد إنسان بحرفية الشريعة وواظب على العبادة الجسدية والشعائر فانّ ذلك تعصب ينكل به ويرجم ويقتل من أجله.
ثمّ أكمل حسن كلامه قائلاً : لقد أُعفي الناس من تكاليف الشريعة ، لأنّ عليهم في فترة القيامة هذه أن يتوجّهوا بكلّ جوارحهم نحو الله ، ويهجروا كل الشعائر الدينية وجميع العبادات القائمة. فقد وضع في الشريعة بأنّ على الناس عبادة الله خمس مرات في اليوم وأن يكونوا معه. وهذا التكليف كان ظاهرياً فقط. ولكن الآن في أيام القيامة عليهم أن يكونوا دائماً مع الله في قلوبهم ، وأن يبقوا نفوسهم متوجهة دائماً نحو الحضرة الإلهية ، فإنّها الصلاة الحقيقية. انتهى.
وقد أثّر كلامه في الجموع المحتشدة تحت منبره يقول المؤرخ الجويني :
وفي ذلك اليوم الذي اقترفت فيه هذه القبائح وأُفشيت فيه تلك المساوئ في « مأمون آباد » عش الكفر ، لعب الجميع على الجنك والرباب ، وشربوا الخمر بشكل مكشوف على نفس درجات ذلك المنبر وفي مكان جلوس الخطيب.
نعم كان بين المؤمنين بالمذهب من أنكر عليهم ذلك ، فنرى أنّ يوم الأحد السادس من ربيع الأوّل سنة ٥٦١ هـ قام شقيق زوجة الحسن بطعنه في قلعة ( لمسر ) فمضى المفتري من هذه الدنيا إلى نار الله الموقدة ، ولكن الانحراف لم ينته باغتيال أصله ، بل بقي مستمراً على عهد خليفته ابنه « علاء محمد » الذي تولّى بعد أبيه وهو في التاسعة عشرة من عمره وتوفي سنة ٦٠٧ هـ ، كما كانت المعارضة الشديدة مستمرة ، وإذا كان قد تزعمها في عهد حسن ، شقيق زوجته ، فقد تزعمها الآن حفيد حسن وسميّه جلال الدين حسن ، إذ كان على خلاف أبيه وجدّه في العقيدة متشدداً في خلافه لهما كلّ التشدد.
وقام بإصلاحات كبيرة
، فقد اتصل بحكام الأقطار الإسلامية يعلنهم