وفي البعض الآخر الجير والكبريت ، ودرجة الماء الحار نحو ٢٧.
وسعر الدخول للرجال نحو الفرنك ونصف وللصبيان نصف ذلك تقريبا ، وتختلف الأسعار باختلاف أوقات النهار والليل. أما دخول النسوة فمن الغريب أنه مرتفع السعر بما يزيد على ثلاث فرنكات. وأغرب منه خمسون صانتيما لغسل الرجلين ، مسطر ذلك بفهرس الأسعار. ارتفاع أرياج على سطح البحر أمتار ٤١٤ وهو بين ربى مجللة بالمزارع والأشجار وهناك «قد أخرجت الأرض أسرارها وأظهرت يد الغيث آثارها». وفي باطن ذلك الشعب ، الذي يذكرنا بشعب بوان ، الرياض والأزهار والأشجار المتعانقة حفا في الطرقات وحول الأتيلات (أشجار كأن الحور أعارتها قدودها وكستها برودها وحلتها عقودها) :
والسرو شبه عرايس مجلوة |
|
قد شمرت عن ساقها أثوابها |
لو كنت أملك للرياض صيانة |
|
يوما لما وطىء اللئام ترابها |
فخاطبت رفيقي بقول الخيام :
صاح لاحت في دوحنا يد موسى |
|
صاح مرت بالروض أنفاس عيسى |
سرحنا الطرف هناك وتماشينا مع رفقائنا في طرقات الرياض ، وكانت الطيور تارة تصفر كأنما هي في عرس والأوراق تصفق لها. وأحيانا تتناجى وتتجاوب ، فكأنها للإعجاب بذلك المكان مثلنا. فقالت لي إحدى السيدات إن هاته المنازه من ملائمات الشعراء ، فعجبت من إدراك النساء عندهم ورقي معارفهن وتمنيت إن كنت أقدر على الشعر بالفرنساوي لأنسج لها برودا تشبه في الحسن ما أفرغته يد القدرة من الحلل على قدود الأشجار ، والألوان على أنواع الأزهار.
نعم تسابقت لدي بنات الشعر بعقود فاخترت منها كلام صفي الدين الحلي لانطباقه تماما على المكان والسكان وأدمجت به كلمة «أرياج» :