الأفراد الذين يكسبونهما سمعة وفخرا. مدح حازم في مقصورته المستنصر الحفصي في القرن السابع بتجديد حناية أدريانوس المجلوب عليها ماء زغوان بقوله :
وطود زغوان دعوت ماءه |
|
فلم يزغ عن طاعة ولا ونى |
وعاد في عصركم كعهده |
|
في عصر من شاد الحنايا وحنى |
والأمير المنعم والد أميرنا الحالي أطال الله بقاءه هو الذي أتى لمدينة تونس بهذا الماء نفسه بعد أن انقطع عنها أمدا طويلا. والمعز لدين الله صفوة الدولة العبيدية بالقيروان فحل عائلتها بالقرن ٤ قال فيه ابن الخطيب في نظمه التاريخي رقم الحلل :
وجلب الماء على الحنايا |
|
لو أن حيا سالم المنايا |
ولعل الأقواس الجاثمة الآن بشعب جبل عين الشريشيرة «بالتصغير» هي بقايا من تلك الحنايا المشار لها في النظم. ينطبق عليها ما قيل في حنايا تونس قديما :
تمتع من بقايا للحنايا |
|
بأبدع منظر تصبو إليه |
تأمل حسن أرسمها البواقي |
|
وقد مد الفناء لها يديه |
كسطر بعض أحرفه تمحى |
|
وبعض لاح مضروبا عليه |
ذكر ابن ناجي في ترجمة أبي الحسن القابسي المتوفى ٤٠٣ أنه لم يشرب من ماء العين الذي يأتي صبرة وهي المنصورية التي بناها المنصور ثالث العبيديين بالقيروان لما انتصر على أبي يزيد النكاري صاحب الحمار عام ٣٣٧.
كانت مدينة القيروان شربها من حياض خارج المدينة من آثار الدولة الأغلبية ،