أسي. أسي «كفى كفى». وغالب هاته الألفاظ باللغة الإسبانيولية ـ كما أن أسماء المصارعين وأعوانهم وخيلهم باللغة الإسبانية فرشاق السهام يسمونهم : باندري ليروس. والسهم : بانداليرا. وركاب الخيل : بيكادور. والأعوان المكلفون بالتنظيف والرفع : شولوص. يجهزون على الأفراس والثيران ويمسكون الفرسان عند الميلان.
والقاتل يسمى : ماتادور ـ والمنديلة التي بيده مولاتا. والسيف : سبادا. والجميع يقال لهم : كوادريا. والإسبان هم أهل الولع والمحافظة على هاته اللعبة ، يتمعشون منها ويرون فيها شجاعة وشطارة كما حافظوا على المعروف من هيأتهم في الحروب. فقد رأيت فرسانهم بالرماح الغليظة والأركبة الطويلة ولا تصرف لهم فوق السروج ويلبسون خيلهم الجلود كالدروع. على ما وصف بهذا كله أهل الأندلس الذين اكتسبوا عوائد الإسبان بالمجاورة أو ورث الإسبان عوائدهم ـ ففي كتاب «مسالك الأبصار في أخبار ملوك الأمصار» : ويكون فارس الأندلس مدرعا وإن كان غير ذي همة وقدرة ، فيكون لفرسه درع واعتماده على الرمح الطويل الغليظ والترس على عادة النصارى الذين يقاتلونهم ، ولا يكون مدرعا ، من فرسان بر العدوة إلّا أولو الهمة والقدرة ، ولا يقاتلون بترس ولا برمح طويل غليظ بل بالسيوف والرماح الخفيفة يزرقون بها زرقا عظيما عجيبا لا يكاد يخطئ ، ويكون لهم بدل التراس درق تصنع بالمغرب من جلد حيوان يعرف باللمط تنبو عنها السيوف والرماح وأكثر السهام. وفرسان بر المغرب البربري أحسن تصرفا على الخيل من فرسان البر الأندلسي ، لأن الأندلسي يثقله الترس والرمح الطويل الثقيل والدرع ، فلا يستطيع التصرف وإنما يحرص على الثبات فيكون مثل الجوسق على فرسه ، وربما كان له في السرج مخاطيف ينشبها في وسطه حتى لا يسقط إذا طعن. وسروج جند الأندلس عالية المؤخر حفظا من الطعن ، وليست كذلك سروج البربر. وركاب الأندلسي طويل وركاب البربري قصير. وقال السيد البشير صفر في كتاب جغرافيته المفيد : أما الروم فكانوا يقاتلون صفوفا منتظمة على أكمل تعبئة اقتضاها ذلك الزمن مع مهارة في الهندسة الحربية والحركات العسكرية.
وكان الواحد منهم كقطعة من حديد يحمل خوذة على الرأس ودرعا على الصدر إلى الساقين ، وسلاحه السيف والرمح والسهام ، فكان يرمي البربري من بعيد ولا يقدر البربري أن يناله من قريب. وبالجملة فقد كان البربر أخف حركة من الروم يتعبونهم