الملحق الثاني : تقريظ (٢)
البرنس في باريز اسم الكتاب الرحلة التي دبجها يراع الفاضل الأديب السيد محمد المقداد الورتتاني نائب جمعية الأوقاف بالقيروان بمناسبة سفره في العام الفارط إلى فرانسا. وقد أجاد فيها المؤلف كما شاء ، وتفنن في أسلوبها كيفما أراد ، وأودعها من سائر العلوم والفنون فوائد جمة ومعلومات غزيرة ، وضم إليها كثيرا من الخرايط والصور.
تكلم هذا الرحالة الخبير بطرق العمران على الزراعة في فرنسا وانتشار البساط السندسي على بسائطها ورباها ، ودعا التونسيين إلى الاعتناء بهذا الفن وغراسة الأشجار التي إن فاتتهم غلالها لم تفتهم ظلالها ، وتعرض لقول ابن راشد القفصي :
بلد الفلاحة لو أتاها جرول |
|
أعني الحطيئة لاغتدى حراثا |
تصدى بها الأفهام بعد صقالها |
|
وترد ذكران العقول إناثا |
وعوض البيت الثاني بقوله :
يسقى بعلمه ما يثير كنوزها |
|
والأرض أحسن ما يفيد تراثا |
وساق من شعر الأستاذ الأكبر وعالم القطر الشيخ سيدي سالم بوحاجب :
علينا عباد الله خدمة أرضنا |
|
وما هي إلّا في الحقيقة أمنا |
وسمى البلدان التي زارها في الجنوب مثل مرسيليا وآرل ونيم ومونبيليي وطولوز ، ولاحظ على ما للمملكة التونسية من السير في هذا السبيل وأن الأمم الراقية متى نزلت أرضا بذرت فيها من حضارتها ، وكذلك فعل الرومان في عدوتي البحر الأبيض