و (١٠) فرين أنركون و (١١) فرساي و (١٢) إيسودان و (١٣) فيشي و (١٤) ليموج و (١٥) طولوز و (١٦) مونبيلي و (١٧) نيم و (١٨) أرل. وعقب الرجوع أشار البعض من أرباب الفضل بإلقاء مسامرة بالقيروان فيما يبقى بفكر التونسي إذا سافر إلى أروبا وعما لم يعهد في مملكتنا التونسية. غير أن رجوعي إلى القيروان في أيام الحر الذي كانت درجته في أوائل شهر جويليه ٤٤ سانتيكراد ، والالتجاء إلى شاطئ سوسة الجميل حال دون إنجاز ذلك. ولما دخل الشتاء وراجعت مفكراتي وجدت من بينها ما كاتبني به بعض النبهاء بالقيروان في أثناء السفر بفرانسا في الحث على الاعتناء بتدوين كتابة في مشاهدات السفر ، فكان ذلك لي منشّطا من أهل الذكاء الفطري القيرواني الذي عرفه الإمام مالك رضي الله عنه في القرن الثاني من الهجرة في أبناء هاته المدينة الطيبة حيث قال : مدن الذكاء ثلاثة المدينة والقيروان والكوفة. لذلك كنت كلما حضرت مجلسا جليلا أو رأيت مشهدا عظيما أو اطلعت على أثر معتبر في أثناء السمر وددت أن يكون معي من بعض أصدقائي الأجلاء. وفي مقدمتهم من خصوص القيروان نادرة الزمان وفخار القيروان الشيخ باش مفتي سيدي محمد صدام ممن يقدرون الأشياء حق قدرها ويعظم التونسيون بأمثالهم في أعين رجال الممالك الأجنبية متى اطلعوا على كفاءة التونسي ومقدرته. وأذكر هنا قطعة من إحدى الرسائل القيروانية لبعض أفاضل الأصدقاء وسيأتي ذكر بعض القصائد الشعرية وغرابة وصولها في المكان الذي تضمنت لزوم زيارته في قصر ليزانفاليد الذي به مدفن نابليون بونبارت بباريز.
الحمد لله
من القيروان في ٢٤ رجب وفي ٢٩ جوان سنة ١٣٣١ ه / ١٩١٣ م ،
مولانا الشيخ سيدي محمد المقداد
السلام عليكم ورحمة الله ، فقد تاقت النفس للقياكم والتأنس بمجالسكم اللطيفة ومذاكرتكم الجميلة التي لا تخلو كل كلمة منها من حكم وفوائد جمة شأن أصحاب الآراء الثاقبة والمدارك العالية والأفكار السليمة ، شأن الرجال المصلحين ، الذين كتبوا