المغرب إلى الأندلس فيما بعد الستين والسبعمائة. مثل عامر بن محمد الهنتاتي المصمودي الذي جعل له النظر على حرم السلطان أبي الحسن المريني في البحر بين تونس والأندلس. وكذلك المنعم قريبنا العلامة النزيه الشيخ أحمد الورتتاني ثاني رؤساء الأوقاف سافر بحرم الوزير الخطير المنعم خير الدين التونسي من تونس إلى الأستانة. والسفر في مسايل دولية خاصة ، مثل الوفد الذي أرسله إبراهيم بن الأغلب إلى شارلمان ملك فرانسا ، وشارلمان من العز والسطوة بمكان. فقد دانت له إيطاليا وجرمانيا ، وكان فيصلا عند جميع ملوك أروبا حتى قيل إنه كان سعيدا كأغسطوس ومقداما في الحرب كأدريانوس. فارتبطت بين القيروان وفرانسا علائق التعارف ، وتجاذب ابن الأغلب وشارلمان حبل الوداد على سطح البحر الأبيض الذي سكن هياجه خوفا من هذين الملكين الشهيرين بعدوتيه. والبحر الأبيض كما سيأتي في فصل الحديث عنه لا تومن غايلته على سالكه أو مجاوره إلّا إذا كان سكان عدوتيه بمنزلة الدولة الواحدة. وإلّا اغتنم الخلاف لإخافة السرب ، وشن غارات القرصنة والنهب. أدى هذا الوفد رسالة متبوعه إلى ملك فرانسا وهو بجهات إيطاليا عام ٨٠١ وذلك بعد أن أتت رسل ملك فرانسا إلى القيروان في أواخر القرن ٢ هجري لطلب تسليم رفاة صان سيبريان. وترجمته أخذا من أوسع المصادر. أصل اسمه طاسيوس سيسيليوس سيبريانوس ، ولد في قرطاجنة حسب الظن في أول القرن ٣ ومات ٢٥٨ م وهو من عائلة من أعيان رومة. وتعلم جيدا وصار مباشرا للتعليم العالي ، ولما بلغ ٣٥ عاما دخل المسيحية على يد سيسليوس بقرطاجنة وتصدق بثمن كامل أملاكه على الفقراء وترهب ، وأخذ يقرأ كتب الدين. وفي عام ٢٤٨ ترقى لخطة دينية في قرطاجنة ثم وقع اضطهاد في المسيحية. وبعد أن دافع هذا الموظف وعجز سافر إلى مكان غير معلوم ثم رجع بعد سكون الاضطهاد فوجد المسيحية ضعفت ووقعت خلافات بزنطية نفي فيها المذكور ، ثم رجع ثم جرى عليه بحث وأخيرا قتل في ١٤ سبتمبر ٢٥٨ وخصص له موسم سنوي في ١٦ سبتمبر. وطلب الملوك لبعض المهمات في نظرهم كثير الوقوع ، فإن يعقوب المريني طلب من ملك إسبانيا عام ٦٨٤ أن يوجه له جانبا من الكتب العربية الباقية من مخلفات الأندلسيين فأرسل له منها ثلاثة عشر حملا. وفي المسايل الدولية الخاصة سافر أستاذنا العلامة الفخر سيدي