ومن بني عامر بن صعصعة بنو هلال ، وهم الذي ذكر الهمداني أنّهم يسكنون وادي جلذان ، وقد هاجر بنو هلال إلى مصر والشام والمغرب ، ولم يبق لهم في جبال الطائف إلا آثار وأخبار ، فكلّ شيء قديم يقول عنه الأهالي : إنّه من زمن بني هلال.
قال الهمداني : وكان لهم بلاد صعيد مصر كلّها ، وذكرهم ابن سعيد في عرب برقة ، وقال : منازلهم فيما بين مصر وأفريقية ، ولم يزالوا إلى أن بايعوا لأبي ركوة في أيام الحاكم العبيدي ، فرماهم بغيرهم من العرب ، وأفنى أكثرهم ، ونزح من بقي منهم إلى المغرب الأقصى ، فهم مع بني جشم هناك ، ومنهم طائفة بحلب ، وطوائف في أسوان ، وأخميم ، وأصفون ، وإسنا من الصعيد.
ولا يزال من بني هلال في الحجاز حرب فيما ذكره ابن سعيد ، وهم ثلاثة بطون : بنو مسروح ، وبنو سالم ، وبنو عبيد الله.
ومن هوازن بنو عقيل ـ بضم العين وفتح القاف ـ وهم بنو عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة ، وكانت منازلهم بالبحرين ، وكان معهم من العرب بنو تغلب وبنو سليم (بضم ففتح) فاقتتلوا في إحدى المرار ، وكان بنو تغلب وبنو عقيل يدا على بني سليم ، فأخرجوهم من البحرين ، فجاءوا إلى مصر ، ومنها نزلوا ببرقة ، فأكثر عرب الجبل الأخضر من بني سليم بن منصور ، ثم اقتتل بنو تغلب وبنو عقيل ، فتغلب بنو تغلب على هؤلاء ، فخرجوا إلى العراق ، ومنها تغلبوا على الموصل والجزيرة ، وكانت لهم هناك دولة وسلطان.
ثم لما جاء الأتراك السلاجقة وانتزعوا منهم بلاد الجزيرة رجع منهم أناس إلى البحرين وتغلّبوا على بني تغلب فيها.
ومن بني عقيل بنو عبادة بالجزيرة الفراتية ، وبنو خفاجة بالعراق ، وكانت لهم إمرة فيه.
ومن بطون هوازن : بنو جشم ، وكانوا بالسروات ، وهي تلال تفصل