أو تغضبون فقد بدّلت أيكتكم |
|
ذرق الدّجاج وتجفاف اليعاقيب |
قد كنت أخبرتكم أن سوف يملكها |
|
بنو أمية وعدا غير مكذوب |
قلت : (اليعاقيب) جمع يعقوب ، وهو الذكر من الحجل والقطا. و (تجفجف) اليعقوب انتفش وتحرّك ، وألقى جناحيه على البيضة.
يريد أن يقول لسلول وخثعم : ما زلتم تتنازعون ، حتى اضطرتموني أن ألجأ إلى الخليفة الأموي ، وأدعوه أن يملك المحل ، ويحرمه الفريقين ، فبدلتم بالجنان والمغارس ذرق الدجاج وتجفجف القطا.
ولم أشاهد ينبع النخل ، ولا رابغ ، ولا بيشة ، وإنما شافهت كثيرا ممن شاهدوها ، وكان أكثر من ذكر لي خصب بيشة وخيراتها الكاتب النمساوي ليوبولد فايس ، الذي أسلم ، وتسمّى محمد أسد الله فقد حدثني عنها أنّ فيها من قابلية الزراعة ما تكفي به ميرة مكة وجوارها طول السنة لو كان العمل قائما فيها كما يجب.
وأما النخيل فكثرته تدهش العقل ، وقد سمعت محمد أسد الله يذكر مثل هذا لجلالة الملك ابن سعود في مجلسه الملوكي بمكة ، وهذه بعض أمثلة اجتزىء بها عن الاستقصاء ، فأقول :
الطريقة المثلى لعمران الحجاز الاقتصادي
إنّ الحجاز فيه بقاع زراعية هي في الدرجة القصوى من الخصب والزكاء ، ولكن ينبغي لها المال والعلم ، فلا بدّ من بناء السدود كما كانت من القديم ، ومن حفر الآبار الإرتوازية لاستنباط المياه ، ومن الاعتماد في السواني على الآلات الرافعة البخارية (المواتر) وهناك طريقة رأيتها في الصيف الماضي في جزيرة ميورقة ، وهي الدواليب الهوائية ، تدور بهبوب الريح ، فترفع الماء ، ويتصبب إلى الصهاريج ، ولا يتكلّف عليها صاحبها زيتا ولا فحما. فإذا وجد الماء وجد من الخصب والخير والمير في الحجاز ما لا يوجد في قطر آخر.
وأما المال اللازم للمشروعات الزراعية المذكورة فله طريقان :