قالوا : إنه في وادي تربة.
كذلك معدن العتم الذي جرى ذكره إلى القرن العاشر والحادي عشر ، جعلوه في الساحل جنوبيّ الليث ، وفي تثليث إلى جهة الداخل ، ويجوز أن يكون المكان الثاني مقصودا به معدن نجران.
وعلى (١٨٠) كيلو مترا من نجران إلى الشمال بالعقيق الأعلى معدن صعاد (١) ، الذي بأرض بني عقيل ، الذي قال فيهم الرسول صلىاللهعليهوسلم : «بأرض بني عقيل يمطر الذّهب» وقد كان هذا المعدن غزير المحصول إلى القرن العاشر ، فانقطع ذكره.
واشتهر معدن ضنكان (٢) شماليّ عسير بجودة التبر الذي يخرج منه ، ثم انقطع خبره أيضا ، ويجوز أن تتغير الأسماء بكرور الأيام ، فإنّ ناحية قنونا صار اسمها في الحديث قنفذة ، وإنّ التي كان يقال ها : ليتوس هامايوم هي الليث اليوم.
وفي صعدة من اليمن معدن الحديد ، وذكر السائح هالفي أنّه شاهد بعينه سنة (١٨٧٢) في خولان وسرواح شمالي صنعاء قطعا من الذهب مع الأدلاء ، الذين كانوا معه من العرب ، وعلمت أنّهم يجدون هذا الذهب بشكل حبّات في الرمل ، وفي مجاري الأنهر ، وفي الأودية.
وفي اليمن أيضا معادن فضة منها معدن الرحراح في أرض همدان.
وختم الأستاذ موريتز رسالته على معادن بلاد العرب بقوله : إنّ
__________________
(١) قال الهمداني في «صفة جزيرة العرب» (٣٢٩) : العقيق عقيقان : العقيق الأعلى للمنتفق ، ومعه معدن صعاد على يوم أو يومين ، وهو أغزر معدن في جزيرة العرب ، وهو الذي ذكره النبي صلىاللهعليهوسلم في قوله : «مطرت أرض عقيل ذهبا» والأسفل هو في طيء.
(٢) قال في «المعجم» : هو واد في أسافل السراة ، يصبّ إلى البحر ، وهو من مخاليف اليمن ا ه من حواشي الأصل.