ثم قام بعض العلماء بسياحات أخرى في اليمن منهم دفلر (Deflers) سنة (١٨٨٧) لكن غرض سياحته كان علم النبات ، ثم هيرش ساح إلى حضرموت سنة (١٨٩٣) وهو أول أوربي دخل شبام وتريم ، ولم يكن باحثا إلا عن الأمور الطبيعية.
ثم في سنة (١٨٩٣) جاء بانت (Beant) إلى حضرموت فدخل شبام وظفار ، ثم جاء كارلو لاندبرك (Carrlo Landberg) في سنة (١٨٩٦) وكتب رحلة مهمة ، ثم أرسلت أكاديمية فيينة سنة (١٨٩٨) بعثة أنفق عليها ملك السويد ، فلم تفز بكبير طائل ، فتحوّلت إلى جزيرة سقطرة ، وقامت هناك بمباحث طبيعية ولغوية.
ثم إن بوري (Bury) جاء من قبل هذه البعثة إلى بيحان وخولان ، وصوّر عدة كتابات.
وفي سنة (١٩٠٢) أرسلت أكاديمية فينيّة رجلا اسمه هاين (Hein) إلى حضرموت رجع بمعلومات كثيرة لم يكونوا عرفوها (١).
هذا ويقال : إن جميع ما اطلع عليه كلازر الذي هو إمام هذا الفن لم ينشر بأجمعه ، لأنه لم يتسع له الوقت ، ومات قبل أن يتمكّن من نشر جميع معلوماته ، وبعد موته نشروا في فينة جانبا منها لا كلها.
وقد ذهب كلازر إلى أنّ الكتابات المعينية ترجع إلى ما قبل المسيح بألفي سنة ، ولذلك تكون أقدم من الكتابة الفينيقية التي لم تظهر إلى ما قبل المسيح إلا بألف سنة ، فلذلك اعترض العلماء على كلازر في
__________________
(١) [ويمكن أن يضاف إلى هذه البعثات رحلة الأستاذ نزيه العظم المسماة «رحلة اليمن السعيدة» وقد نشرها في مصر في جزئين في الثلانيات من القرن العشرين.
كما أن من أهم بعثات التنقيب عن الآثار في اليمن البعثة المصرية برئاسة عالم الآثار الكبير الدكتور أحمد فخري].