خالف الله بك ، فقال : يا فلان! اترك ما هنالك ؛ فقام أبو سعيد الخدريّ ، (١) فقال : أمّا هذا فقد قضى ما عليه ؛ سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «من رأى منّكم (٢) منكرا فليغيّره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان». (٣)
وليس بمنكر (٤) في هذا الزّمان قدح من يقدح ، وإنّما المنكر (٥) مدح من يمدح ؛ لأنّ الصّدق محمود بكلّ لسان ، والكذب مذموم من كلّ إنسان ، والأمر في ذلك كما أنشدني الشّيخ الأستاذ الفاضل محيي الدّين أبو عبد الله محمّد بن عبد العزيز المازوني (٦) بالإسكندريّة لنفسه :
__________________
(١) سعد بن مالك بن سنان الخدري الأنصاري الخزرجي ، صحابي لازم الرسول صلىاللهعليهوسلم ، وله ١١٧٠ حديثا ، وغزا اثنتي عشرة غزوة. توفي بالمدينة سنة ٧٤ ه ترجمته في الإصابة ٢ / ٣٢ ، غربال الزمان : ٦٧.
(٢) ليست في ت وط ، وهي من لفظ الحديث.
(٣) أخرجه مسلم : رقم ٧٨ في الإيمان ، باب كون النهي عن المنكر من الإيمان ، والترمذيّ : رقم ٢١٧٣ في الفتن ، باب ما جاء في تغيير المنكر باليد ، وابن ماجة : رقم ٤٠١٣ في الفتن ، باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وأبو داود : رقم ٤٣٤٠ في الملاحم ، باب الأمر والنهي ، وأحمد بن حنبل : ٣ / ٢٠ و ٤٩ و ٥٤ ، والنسائي : ٨ / ١١١.
(٤) في ت وط : نكرا.
(٥) في ت وط : النكير.
(٦) محمد بن عبد الله بن عبد العزيز بن عمر ، محيي الدين النحوي ، المعروف بحافي رأسه ، من أئمّة العربية ، له نظم ، ولد بتلمسان سنة ٦٠٦ ه وتوفي سنة ٦٩١ ه ترجمته في فوات الوفيات ٣ / ٤٠٩ ، والوافي بالوفيات ٣ / ٣٦٤ ، وشجرة النور الزكية ٢٠١ ، والبلغة في تاريخ أئمة اللغة ٢٣٠ وجاء في الفوات وشجرة النور أنّ وفاته كانت ٦٨٠ ه. وهذا غير صحيح بدليل لقاء العبدري له سنة ٦٨٨ ه.