[الخفيف]
قل لأهل الزّمان حاشاك ممّا |
|
أصبحوا فيه من مساو سواء |
ما على شاعر هجاكم ملام |
|
هل رآكم أحسنتم فأساء |
كان من قد مضى يعلّمنا المد |
|
ح وأنتم تعلّمونا الهجاء |
وقد تعطّل في هذا العصر موسم الأفاضل ، وتبدّد في كلّ قطر نظام الفضائل ، وتفرّق أهلها أيادي سبا ، (١) وصاروا حديثا في النّاس مستغربا ، فعادوا اسما بلا مسمّى ، وحرفا ما دلّ على معنى ، فالمحدّث عنهم في مشرق أو مغرب ، كالمحدث عن عنقاء مغرب ، (٢) ولو طاب المورد لحصل الرّيّ ، وقديما قال أبو العلاء المعرّي : (٣) [الخفيف]
ويقال : «الكرام» قولا وما في ال |
|
أرض إلّا الشّخوص والأسماء (٤) |
وكيف لا تكون الدّنيا على ما أصف وأقول ، وعلى وفق المشاهد من ذميم أوصافها والمنقول ، وقد صار الملك الذي هو نظام الأمور ، وصلاح الخاصّة والجمهور ، في أكثر الأرض منقوض الدّعائم ، مهدوم (٥) القوائم ، يدّعيه كلّ
__________________
(١) أيادي سبا ؛ أي : متفرّقين. وفي المثل : تفرّقوا أيدي سبا ؛ أي تفرّقوا تفرّقا لا اجتماع بعده انظر : الميداني ١ / ٢٧٥.
(٢) العنقاء المغرب : طائر خرافي لم يره أحد ، قال أبو عبيد : طارت بهم العنقاء المغرب. وفي ثمار القلوب ٤٥٠ يقال : أعزّ من العنقاء المغرب.
(٣) في اللزوميات : ١ / ٥٧.
(٤) في اللزوميات : وما في العصر
(٥) في ت : مهزوم ، وفي ط : مصدّع.