بل إن قدرات كثيرة قد أضيفت إلى قدرات المسلمين ، حتى تضاعفت عما كانت عليه من قبل ..
وذلك كله يشير إلى : أن اكتشاف قريش ، وحلفائها لهذه النشاطات التي قام بها عمرو بن سالم وبديل بن ورقاء ، سوف يدفعها للانتقام السريع والهائل والمريع من هؤلاء ، ومن كل من يلوذ بهم ، أو ينتمي إليهم ، ومن دون أية رحمة أو شفقة ..
وعلى هذا الأساس نقول :
إنه لم يكن من الحكمة في شيء أن يعود بديل بن ورقاء وعمرو بن سالم وأصحابهما إلى مكة ظاهرين معلنين ، وكان التخفي والتستر على هذا الأمر ضرورة لا بد منها ، ولا غنى عنها لحفظ حياتهم ، وحياة كل من يلوذ بهم .. وقد جاء التوجيه النبوي الكريم منسجما مع هذه الحقيقة حيث أبلغهم أن عليهم أن يتفرقوا حين عودتهم في الأودية والشعاب ، وأن يسلكوا طرقا مختلفة ، حتى إذا تمكنت قريش وحلفاؤها من العثور على بعض منهم في بعض الأودية والمسالك ، فإنها قد لا تظن أنهم يعودون من مهمة تعنيها وتتعلق بما حدث.
وحتى لو راودها احتمال من هذا القبيل ، فقد لا يخطر على بالها : أن يكون لهؤلاء شركاء في مهمتهم هذه.
ولو خطر ذلك أيضا على بالها ، وسألت عنه ، فإن إنكار هذه الشراكة سوف يحد من دائرة الخطر ويؤكد لها احتمال أن يكون قد حصل شيء من ذلك بمبادرة شخصية ، وربما تكون إزالة أساس هذا الاحتمال أيسر مما لو شوهدت جماعة كثيرة تمخر عباب تلك المنطقة ، لأن ذلك سوف يقوي