الى الاسلام اجيب بان السبق على ابي عبيدة ممنوع في عمر فان أبا عبيدة اسلم قبله وعثمان أيضا غير متحقق اسلامه قبل ابي عبيدة وخاصّية السبق على اسامة منتفية لتولده في دعوة الاسلام وعدم سبق الكفر منه ، ثم ان السبق الى الاسلام لا يصلح بنفسه خاصة ان يكون موجبا للافضلية اذا عارضه ما هو مثله او اقوى منه من الصفات الموجبة للتفضيل ما لم ينضم إليه المساواة في باقي الصفات الحميدة ليكون للسابق الزيادة على الآخر المساوي في الصفات بالسبق فيفضله به وذلك بأن نفرض شخصين تساويا في الخصال المحمودة لكن احدهما أسبق في الاسلام من صاحبه فالسابق افضل بالسبق من اللاحق أما إذا كان اللاحق قد ادرك من صفات الخير مثل العلم والسخاوة وكثرة الجهاد وغير ذلك مما يقابل السبق ويربو عليه ولم يكن للسابق من ذلك شيء أو لم يكن فيه توغل كاللاحق لم يكن السابق افضل من المسبوق ، وآية (لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقاتَلَ) (١) الآية ظاهرة في المعنى الاول بل لا تحتمل غيره وقوله تعالى (أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى) (٢) شاهد للمعنى الثاني فغير ممتنع ان يكون لعمرو بن العاص وخالد بن الوليد بعد دخولهما في الاسلام خصائص تقابل سبق الثلاثة وتربو عليه وبذلك قدمهما رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلم) عليهم ، هذا كله اذا أريد من الأفضلية كثرة الثواب ، واما اذا أريد الجمع للخصال الحميدة كان استحقاق عمرو وخالد التقدم في الامارة على الثلاثة اوضح من ان يوضح لحصول الشجاعة والثبات في الجهاد فيهما دونهم ، ولو احتج بالأحاديث المروية في فضل الثلاثة اجيب بوجهين :
الاول انها مفتعلة موضوعة كما دل عليه احتجاج ابي بكر وعمر على
__________________
(١) الحديد : ١٠.
(٢) آل عمران : ١٩٥.