وقرابته لرسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلم) ثابتة بالنسب واتباعه له مما لا يختلف فيه اثنان ولذا كان المخصوص بتبعية الرسول (صلىاللهعليهوآلهوسلم) وبمحبة الله تعالى فهو الامام المرتضى بنص الله ، القاطع ونص رسوله (صلىاللهعليهوآلهوسلم) المثبت للحجة والمزيل للأعذار الواهية ، فانه على كلا التقديرين في معنى «منّى» يوجب خروج غيره عن صلاحيته للامامة كما سمعت ، فأي نص يريد ابن ابي الحديد على إمامة علي (عليهالسلام) اصرح من هذا النص الصريح. ولعمري ان هذه القصة المتفق عليها (١) كافية في النص على إمامة امير المؤمنين (عليهالسلام) ونفي إمامة غيره عند اولى الألباب ، ولا يحتاجون في ذلك الى غيرها وان كان موجودا قد طبق الآفاق والاعتذار في هذا بأن عادة العرب اذا عقدوا بينهم عقدا وعهدا لا يقوم بتبليغه الى المعاهدين الا العاقد او من هو قريب منه في النسب كالأخ وابن العم فجرى الأمر في براءة على قاعدة العرب فلم يكن فيه دلالة على اثبات مقام النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) لعلي مطلقا ونفي ابي بكر عن صلاحيته له مطلقا كما قاله المعتزلة والاشاعرة اعتذار واهن وتعلق بما لا ينفع كتعلق الغريق بالحشيش ودفع للنص بالشبهات الركيكة ، لأنا نقول لهم : أولا انكم علمتم ان النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) لا يعمل في امر الدين والدنيا وتقديم احد أو
__________________
(١) وذلك أن رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلم) لما بعث أبا بكر بآيات من اوّل سورة براءة ليتلوها نيابة عنه في الموسم فنزل جبرائيل بعد أن سار أبو بكر وأمره ان يرسل عليا ليأخذ الكتاب من أبي بكر وأخبره انه لن يؤدي عنك الا انت أو رجل من اهل بيتك فأخذ علي (عليهالسلام) الكتاب منه وحج بالناس وأذن وبلغ روى ذلك ائمة التفسير وعلماء الحديث وارسلوه ارسال المسلمات كالطبري في تفسيره ١٠ / ٤٦ وابن كثير في تفسيره ٢ / ٣٣٣ والآلوسي في تفسيره ٣ / ٢٦٨ والترمذي ٢ / ١٣٥ والنسائي في الخصائص ص ٢٠ كما رواه في السنن أيضا ٥ / ٢٣٤ والدارمي في السنن ٢ / ٦٧ والطبري في تاريخه ٤ / ١٧٢٠ ليدن حوادث سنة ٩ وابن هشام في السيرة ٤ / ١٣٠. الخ.