قال المعتزلي ، وقال احمد بن عبد العزيز الجوهري أيضا : «وحدثنا ابن غفير قال : حدثنا ابو عون عبد الله بن عبد الرحمن عن ابي جعفر محمد بن علي أنّ عليّا (عليهالسلام) حمل فاطمة على حمار وسار بها ليلا الى بيوت الأنصار يسألهم النصرة وتسألهم فاطمة الانتصار فكانوا يقولون : يا بنت رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلم) قد مضت بيعتنا لهذا الرجل لو كان ابن عمك سبق إلينا أبا بكر ما عدلنا به ، فقال علي (عليهالسلام) : أكنت اترك رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلم) ميتا في بيته لا اجهزه واخرج الى الناس انازعهم في سلطانه» (١).
قال وقال ابو بكر : «حدثنا ابو سعيد عبد الرحمن بن محمد وساق السند عن الليث بن سعد قال : تخلف علي عن بيعة ابي بكر فاخرج ملببا (٢) يمضي به رقصا (٣) وهو يقول معاشر المسلمين علام يضرب عنق رجل من المسلمين لم يتخلف لخلاف» (٤)
__________________
المؤرخين نذكر منهم الطبري في التاريخ ٣ / ٢٠٢ حوادث سنة ١١ وابن قتيبة في الامامة والسياسة ١ / ١٣ وابن عبد ربه في العقد الفريد ٤ / ٢٥٩ وابن شحنة في تاريخه هامش كامل ابن الأثير ٧ / ١٦٤ واشار إليه حافظ ابراهي شاعر النيل في قصيدته العمرية المشهورة بقوله :
وقولة لعلي قالها عمر |
|
أكرم بسامعها اعظم بملقيها |
حرّقت دارك لا ابقي عليك بها |
|
إن لم تبايع وبنت المصطفى فيها |
ما كان غير أبي حفص يفوه بها |
|
أمام فارس عدنان وحاميها |
واعتذر بذلك عروة بن الزبير عن اخيه عبد الله إذ هم بتحريق بني هاشم لما امتنعوا عن بيعه كما في شرح نهج البلاغة ٤ / ٤٩٥.
(١) شرح نهج البلاغة ٦ / ١٣.
(٢) يقال : لبب فلان فلانا أي جمع ثيابه عند صدره ونحره ثم جره.
(٣) في الشرح «ركضا».
(٤) شرح نهج البلاغة ٦ / ٤٥.