بدريا.
قل للزبير وقل لطلحة اننا |
|
نحن الذين شعارنا الانصار |
نحن الذين رأت قريش فعلنا |
|
يوم القليب (١) أولئك الكفار |
كنا شعار نبينا ودثاره |
|
تفديه منا الروح والأبصار |
ان الوصي إمامنا وولينا |
|
برح الخفاء وباحت الأسرار (٢) |
اقول قوله (رضي الله عنه) : ان الوصي إمامنا الى اخر البيت ، اخبار عن نفسه وعن امثاله من قومه وهم صلحاء الأنصار بأنه كان يعتقده واياهم إمامة امير المؤمنين سابقا ويخفونه في نفوسهم في زمان الثلاثة ويسرون عن الناس قد اظهروه اليوم وباحوا به حيث ارتفع الخوف وزال المانع من اظهاره بوجود الناصر والمعين عليه ، ففيه دليل ظاهر على ان أبا الهيثم وأشباهه لم يكونوا معتقدين إمامة غيره ، وانما الامام عندهم بعد رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلم) امير المؤمنين علي (عليهالسلام) لأنه وصيه ولكنهم يجمجمون (٣) ذلك في الصدور ويخفونه حتى تمكنوا من اظهاره فاظهروه ، ونحن على ما هم عليه ان شاء الله.
وقال خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين (٤) وكان بدريا أيضا يوم الجمل.
أعائش خلّي عن علي وعيبه |
|
بما ليس فيه انما انت والده |
وصي رسول الله من دون اهله |
|
وانت على ما كان من ذاك شاهده |
__________________
(١) يريد به قليب بدر
(٢) شرح نهج البلاغة ١ / ١٤٣.
(٣) يجمجمون ذلك أي لم يظهروه يقال : جمجم الرجل وتجمجم اذا لم يبين كلامه.
(٤) خزيمة بن ثابت صحابي شهد بدرا يقال له ذو الشهادتين لأن رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلم) جعل شهادته شهادة رجلين ـ في قضية معروفة ـ شهد مع علي (عليهالسلام) حرب الجمل واستشهد بين يديه في صفين بعد عمار بن ياسر رضي الله عنهما.