وفي رواية الحافظ ابو الفتوح اسعد بن ابي الفضائل بن خلف في كتابه الموجز بسنده عن حذيفة بن اسيد الغفاري وعامر بن ابي ليلى بن ضمرة في ذكر الخطبة أيضا ثم قال يعني النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) (يا ايها الناس الا تسمعون الا فان الله مولاي ، وانا اولى بكم من انفسكم الا ومن كنت مولاه فعلي مولاه) (١) واخذ بيد علي (عليهالسلام) فرفعها حتى نظرها القوم ثم قال : (اللهم وال من والاه وعاد من عاداه) (٢) وبعض المحدثين رواه مختصرا بدون المقدمة المذكورة وهي قوله (صلىاللهعليهوآلهوسلم) (ألستم تعلمون اني اولى بالمؤمنين من انفسهم) اما اختصارا او تدليسا أو استغناء بما بعدها في افادة المراد لا لأنها غير موجودة في اصل كلام النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) فقدح القوشجي في دلالة الخبر على المقصود بان اكثر من رواه لم يرو المقدمة المذكورة معه مقدوح أولا بوجودها في قول النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) برواية جملة من اكابر المحدثين كما سمعت فلا سبيل الى انكارها وثانيا بان الباقي كاف في الدلالة على المطلب لو لم تكن مذكورة قبله في اصل قول النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) وخطبته وهذا الخبر مما احتج به امير المؤمنين (عليهالسلام) على اهل الشورى في جملة ما احتج به على اولويته بالامامة فما انكره من القوم منكر ولا قدح فيه قادح ، وقد صحح ذلك المعتزلي واعترف به القوشجي (٣) فقول بعض الخصوم ان الخبر غير متواتر
__________________
(١) نقل الحديث بطوله في الفصول المهمة ص ٢٤ عن الترمذي والزهري عن زيد بن أرقم وفيه ما نقل في المتن بحروفه.
(٢) رواه ابن الأثير في اسد الغابة ٣ / ٩٢ ونقله ابن الصباغ في الفصول عن الموجز لابن أبي الفضائل كما في المتن ، ورواه ابن حجر في الاصابة ٢ / ٢٥٧ عن كتاب الموالاة لابن عقدة عن عامر وحذيفة.
(٣) القوشجي علاء الدين علي بن محمد توفي سنة ٨٧٩ وفيه ذكر حديث الغدير مسلما بصحته ولكنه ناقش في دلالته على الامامة.