بكل المؤمنين والمؤمنات من انفسهم بعد النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) وهو يقول ما سمعت ويصرح به؟ أو ترى انه اراد تهنئته بان ناصر المؤمنين الذي يشاركه فيه جميعهم كما تدعون؟ بل هنأه بالخلافة والإمامة بلا ريبة ، وهذا من اقوى الأدلة على ما ذكرنا سابقا من أن الصحابة عرفوا من الحديث النص من النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) على عليّ (عليهالسلام) بالامامة ، ولم يعرض لهم نسيانه ولا ارتياب في معناه وذلك مدعانا عليهم ولذا لا نعذرهم فيما فعلوا وقوله : وزعم ان الصحابة علموا هذا النص ولم ينقادوا له عناد باطل مردود بما بيناه من قرب في تهنئة عمر لعلي (عليهالسلام) ، وما ذكرناه في حديث سعد بن عبادة وابنه قيس ، وحديث تسليم الأنصار على امير المؤمنين (عليهالسلام) بالولاية ، وغير ذلك ، وليس الصحابة بمعصومين حتى يجب تنزيههم عن الخطأ ، في الأحكام وارتكاب العصيان وقد صدرت من بعضهم المخالفة للنبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) في كثير من الأمور وفي كثير من القضايا والأحكام وسنذكره مفصلا في محله ان شاء الله ، فما ذكره من عدم انقياد القوم لنص النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) مع علمهم به هو اليقين عندنا من فعلهم ، وليس فيه عناد اصلا بعد انتفاء عصمتهم بالاجماع ، وثبوت المخالفة منهم للرسول (صلىاللهعليهوآلهوسلم) بالتواتر ، بل هو عمل بالدليل وانما يكون عنادا اذا ثبتت عصمتهم أو عدم مخالفتهم للنبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) في شيء من الأمور دائما وكل ذلك لم يكن فلا سبيل اذن الى رد الأدلة الصريحة حذرا من تجويز المخالفة على الصحابة ، ولسنا نحكم بذلك على جميع الصحابة فنعارض بما روى عن النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) (لا تجتمع امتي على ضلال) (١) ، لأنا
__________________
(١) هذا الحديث رواه كثير من المحدثين وناقش في صحته بعضهم ، وعلى فرض الصحة فان موضوعه لم يتحقق حتى الآن فان الأمة لم تجتمع على ضلال كما لم تجتمع على حق وهذا معلوم لا يمارى به الا مكابر فان الاختلاف وقع بين الأمة من يوم وفاة رسول