قال ابن أبي الحديد : رواه ابو عبد الله احمد في المسند غير مرة (١) والمراد انه رواه بطرق متعددة وروى الترمذي والحاكم عن عمران بن حصين ان رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلم) قال : (ما تريدون من علي ما تريدون من علي ما تريدون من علي ان عليّا مني وأنا منه وهو ولي كل مؤمن بعدي) (٢).
اقول : وهو نص صريح غاية الصراحة في ان عليا (عليهالسلام) ولى المؤمنين بعد رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلم) ، ولا معنى للولاية بعد النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) الا الامامة ، ولا يجوز حملها على المعونة والنصرة لأنه يلزم من ذلك ان عليّا في حياة النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) غير ناصر للمؤمنين ولا معين لهم وانما يكون كذلك بعد النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) وهذا ظاهر البطلان بالبديهة ، وهل نصر الايمان والمؤمنين في حياة الرسول (صلىاللهعليهوآلهوسلم) احد كنصره او ذب عن حريم الاسلام احد كذبّه فتعين ان المراد الأول فهو النص الواضح الذي لا تدخله الشبه ولا يتطرق إليه فاسد التأويل ولذا قال امير المؤمنين في خطبة له : (فو الله اني لأولى الناس بالناس) ، رواها المعتزلي (٣) : المنكر النص عليه ومن هنا يعلم فساد ما قاله الصبان حيث قال : والجواب عما يوهمه ظاهره يعني الخبر من تقديمه على غيره واستحقاقه الامامة عقب وفاته (صلىاللهعليهوآلهوسلم) يؤخذ مما ذكرناه في حديث (من كنت مولاه) وانا اقول جواب هذا الكلام المتهافت يؤخذ مع ما ذكرناه هنا من جوابنا عليه هناك وقد صرح
__________________
(١) شرح نهج البلاغة ٩ / ١٧٠ وانظر مسند الامام احمد ج ٤ / ١٦٤ و ١٦٥ و ٤٣٧ وج ٥ / ٣٥٦.
(٢) الترمذي ٢ / ٢٩٧ من طريق عمران بن الحصين ومستدرك الحاكم ٣ / ١١٠.
(٣) شرح النهج ٧ / ٢٨٤.