المنابر : (انا اوّل من صلى واوّل من آمن بالله ورسوله ، ولم يسبقني الى الصلاة الا نبي الله) (١) ولم يرد عليه احد قوله مع انهم كانوا يردون عليه في اقل شيء مما يمكنهم الرد فيه ولو من جهة الشبهة أو الجهالة بما يقول ، وقد استفاضت الروايات بذلك عن محدثي مخالفينا كالطبري والواقدي وابن عبد البر وابن اسحاق وابن كعب القرظي وابن شهاب الزهري وعبد الله بن محمد بن عقيل وقتادة وغيرهم ورووا ذلك عن عبد الله بن العباس ، وسلمان وابي ذر والمقداد وخباب بن الأرت وابي سعيد الخدري وزيد بن اسلم وعفيف الكندي والحسن البصري (٢) ، والى هذا القول ذهب اكثر المخالفين ، ولم يخالف فيه إلا شاذ لا يعبأ به واشعار الصحابة والتابعين فيه كثيرة ومن جملتها قول خزيمة بن ثابت ذي الشهادتين :
وصى رسول الله من دون اهله |
|
وفارسه مذ كان في سالف الزمن |
وأول من صلى من الناس كلهم |
|
سوى خيرة النسوان والله ذو منن (٣) |
وقول حسان بن ثابت :
جزى الله عنا والجزاء بفضله |
|
أبا حسن خيرا ومن كأبي حسن |
سبقت قريشا بالذي انت اهله |
|
فصدرك مشروح وقلبك ممتحن (٤) |
__________________
(١) أما الكلمة الأولى فرواها ابن عبد البر في الاستيعاب ٣ / ٣٢ وقد عدها ابن ابي الحديد في شرح نهج البلاغة مما استفاضت بها الروايات والكلمة الثانية فقد رويت عنه (عليهالسلام) بألفاظ مختلفة ومعنى واحد مما يدل على تعدد المواقف حتى قال أبو جعفر الاسكافي المعتزلي في نقض العثمانية : ما زال يقول : (انا اوّل من أسلم) ويفتخر بذلك : (انظر شرح نهج البلاغة ٣ / ٢٤٤. ومسند الامام احمد.
(٢) من حديث رواه الامام احمد في المسند ٥ / ٢٦ وابن عبد البر في الاستيعاب ٣ / ١٣٦).
(٣) شرح نهج البلاغة ١٣ / ٢٣١.
(٤) المصدر السابق ٦ / ٣٥. من أبيات نقلها عن الموفقيات للزبير بن بكار ، وقد استشهد المؤلف بهذه الأبيات فيما سبق من الكتاب.