بالمال بعد قبض ثمن البعيرين؟ واين موضع هذا التجهيز ومحله؟ ثم من اين له المال الذي يجهّز به رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلم) وقد صح عندكم انه احتاج الى سفرة في وقت سفره معه (صلىاللهعليهوآلهوسلم) الى المدينة فلم يجدها وثمنها درهم فقطعت ابنته اسماء نطاقها نصفين فاعطته نصفا ليكون له سفرة فسميت لذلك ذات النطاقين (١) ، وان قلتم في المدينة فقد احلتم فان أبا بكر كان فقيرا وكان هو وغيره من المهاجرين عيالا على الأنصار ، والقرآن ناطق بذلك ، والنبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) اذ ذاك قد اغناه الله بالغنائم والأنفال ، فاخبرونا عن تجهيزه النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) متى كان وفي اي سفر وأي غزوة؟! دلونا عليه حتى نعلم موضعه ونعرف محله ، هذا وقد علم كافة اهل الأثر أنه ترك مناجاة النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) فيمن تركها لما نزلت آية المناجاة عن ان يتصدق لأجلها ولو بشيء يسير فكيف يجهز رسول الله بماله من ترك مناجاته عجزا من الصدقة ولو كان قادرا لكان ذلك ذنبا احتاج هو وغيره فيه الى عفو الله عنهم ، أفيفعل الندب ويرتكب الذنب ما لكم كيف تحكمون؟
وأيضا انه قد صح ان عليا (عليهالسلام) تصدق بخاتمه (٢) ، وتصدق
__________________
(١) ذات النطاقين اسماء بنت ابي بكر تزوجها الزبير بن العوام فأولدها بنيه الثلاثة عبد الله وعروة والمنذر وعاشت الى أن قتل ولدها عبد الله سنة ٧٣ وماتت بعده بأيام قليلة ولها من العمر مائة عام.
(٢) تصدق علي (عليهالسلام) بخاتمه وهو في الصلاة ونزول (انما وليكم الله ورسوله .. الآية) نقله كثير من المفسرين والمحدثين نذكر منهم الطبري في تفسيره ٦ / ١٨٦ والرازي في تفسيره ١٢ / ٢٦ والواحدي في اسباب النزول ص ١٣٣ والسبط في التذكرة ص ١٥ وابن حجر في الصواعق ٢٥ والشبلنجي في نور الأبصار ص ٧٧.