عليه وآله وسلم) اراد من هذه مؤاخاة اثبات المماثلة بين كل رجلين اخا بينهما في الصفات العلمية والمشابهة بينهما في الفضل ، وان تخصيصه عليا (عليهالسلام) باخوته قصدا لإبانته بالشرف من بين الصحابة ، واظهارا لتفضيله عليهم ، اللهم الا ان يكون خليا من ادنى فهم واقل تمييز ، ثم انه (صلىاللهعليهوآلهوسلم) اكد المعنى الظاهر بما اردفه من الأقوال الصريحة في تفضيل علي (عليهالسلام) مثل (ادعوا لي سيد العرب عليا) و (انت مني بمنزلة هارون من موسى) (١) وقوله (صلىاللهعليهوآلهوسلم) : لعلي لما نزلت هذه الآية (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ) (٢) : (هو انت وشيعتك تأتي يوم القيمة انت وهم راضيين مرضيين ، ويأتي اعدائك غضابا مقمحين) (٣) رواه الطبراني عن ابن عباس ، ورواه خطيب خوارزم ، ورواه بعضهم عن علي (عليهالسلام) وغير ذلك من الأقوال المنتشرة بين الصحابة التي بسببها ذهب الى تفضيله من ذهب من خيارهم ، افتراه بعد ذلك ينقض قوله وفعله فيقول لأصحابه قولوا افضل امتي بعدي ابو بكر ثم عمر ثم عثمان ويقررهم على هذا القول ، أفيعقل عاقل هذا من فعل النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) ثم كيف يكون القول بتفضيل ابي بكر وعمر وعثمان في زمن النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) وحضوره مشهورا بين الصحابة معروفا عندهم ويذهب من ذكرناهم من الصحابة وكثير ممن لم نذكرهم الى تفضيل علي (عليهالسلام) على جميع الناس؟ أفتراهم تعمدوا مخالفة الرسول (صلىاللهعليهوآلهوسلم)؟ فان قال قائل بجواز ذلك
__________________
(١) ما بين القوسين فقرتان من حديثين رواهما الحاكم في المستدرك الأول ٣ / ١٢٤ والثاني ٢ / ٣٨٧ كما رواهما كثير من المحدثين.
(٢) البينة ٧.
(٣) انظر الصواعق ص ٩٦ ونور الأبصار ص ٧٠ وص ١٠١ وقد رواه مختصرا ابن جرير في تفسيره ٣٠ / ١٧٠ والسيوطي في الدر المنثور عند تفسيره لهذه الآية ج ٦ / ٣٧٩.