ينسبهما الى ذلك ثم يقول هما خير الناس فيكون خير الناس عنده الظالم الغاصب هذا من المحال ثم كيف يصرح على المنابر بانه الصديق الأكبر ، وأنه أولى الناس بالناس ، وانه وارث رسول الله ووصيه ، وخازن علمه كما مر عليك بيان جميعه ثم يقول : ما انا الا رجل من المسلمين الذي يعطي بواسطة المقام انه لا فضل له على احد من الناس فأين اذن دعوى الوصية والوراثة للرسول (صلىاللهعليهوآلهوسلم) ودعوى الأولوية بالناس ثم كيف يقول : انا وصي رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلم) (١) ثمّ يقول : ان رسول الله لم يوص؟ وهذا تناقض عظيم في الأقوال لا يصدر مثله من عاقل فكيف يصدر من باب مدينة العلم والحكمة ومستودع اسرار النبوة ، وكيف يدعون على محمد بن الحنفية ما سمعت والمروي عنه خلاف ذلك؟ ومن جملته ما رواه جامعوا اخبار صفين من محدثيهم ما مضمونه ان عبيد الله بن عمر بن الخطاب خرج يوما يطلب المبارزة فاراد محمد بن الحنفية مبارزته فمنعه ابوه من ذلك ، ومضى هو بنفسه الى عبيد الله فلما رأى عبيد الله عليا (عليهالسلام) قد اتاه رجع عن المبارزة الى صفه ، فرجع امير المؤمنين فقال محمد له يا امير المؤمنين اني لأرغب بك عن مبارزة ابيه الى آخر الخبر (٢) ، وهذا صريح في تفضيل محمد اباه على عمر فكيف يسمع محمد من أبيه ان عمر خير الناس ثم يقول اني لأرغب بك عن مبارزته ، ومن ذا يرغب بنفسه أو بأبيه عن مبارزة خير الناس؟ وانما يرغب اشراف الناس عن مبارزة غير الكفوء وخير الناس فوق الكفاءة فمن المعلوم ان احاديثهم الثلاثة اختلقوها ليضاهئوا ما ذكرناه من اقوال امير المؤمنين (عليهالسلام) من بيان
__________________
(١) اخرج المحب في الرياض ٢ / ١٧٨ عن مناقب احمد ان سلمان سأل رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلم) : من وصيك؟ فقال (صلىاللهعليهوآلهوسلم) في جملة كلام له (فان وصيي ووارثي يقضي ديني وينجز موعدي علي بن ابي طالب).
(٢) شرح نهج البلاغة ٥ / ١٧٩.