وآله وسلم) منافية لدعواه الإجماع في مسألة نصب الامام علي ان إمامة ابي بكر برأي الصحابة لا بالنص ولاستدلاله هناك بقول ابي بكر في خطبته لا بد لهذا الأمر ممن يقوم به فانظروا وهاتوا آراءكم ، واذا كان النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) قد استخلف رجلا بعينه فما حاجة خليفته في نظر الصحابة في ذلك وآرائهم ، فانظر الى هذا التناقض العظيم ، وما ذاك الا لخروج القوم عن الصراط المستقيم ، وعدو لهم عن الحق القويم ، فاي حجة لهم في اخبار متعارضة متناقضة يكذب بعضها بعضا ويدفع بعضها الآخر؟ وكفى بذلك فيها بطلانا ، فكيف تقاوم الادلة الصحاح المتوافقة المتطابقة على افضلية امير المؤمنين بعد النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) على الخلق اجمعين هذا لا يعقل ولا يحمل.
الثاني : انه يلزم ان معاوية الباغي بنص رسول الله الملعون على لسانه بقوله لعمار : (تقتلك الفئة الباغية تدعوهم الى الجنة ويدعونك الى النار) (١) وقوله؟ صلىاللهعليهوآلهوسلم) في أبي سفيان وابنيه احدهما معاوية : (لعن الله الراكب القائد والسائق) (٢) وقوله (صلىاللهعليهوآلهوسلم) :
__________________
(١) هذا الحديث مشهور بل متواتر ويظهر ان رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلم) قاله في اكثر من موطن لاختلاف الوجوه والأسباب واتفاق المعنى وبحسبك ان ترجع الى صحيح البخاري ، كتاب الصلاة باب التعاون في بناء المسجد / وكتاب الجهاد والسير باب مسح الغبار عن الناس ، وصحيح مسلم كتاب الفتن ج ٨ ص ١٨٥ فما بعدها من عدة طرق ، واسد الغابة ٢ / ٢١٧ وحلية الأولياء ٤ / ١٧١ وغيرها ومن المؤسف حقا ان الطبعة المشكولة بتصحيح الشيخ محمد ذهني المطبوعة سنة ١٣١٥ حذف منها جملة (الفئة الباغية) مع انها مثبتة في الطبعات الأخرى مثل طبعة المطبعة الخيرية بالقاهرة سنة ١٣٢٠ ه ـ وهكذا تضيع الحقائق ويحرف الكلم من بعد مواضعه.
(٢) نقل ذلك ابن ابي الحديد في شرح نهج البلاغة ٦ / ٢٨٩ عن كتاب المفاخرات للزبير بن بكار.