السلام) : ان عندنا كتابا توارثناه من آبائنا كتبه اصحاب عيسى بن مريم اعرضه عليك فقرأ الراهب الكتاب : بسم الله الرحمن الرحيم الذي قضى فيما قضى وسطر فيما كتب انه باعث في الأميين رسولا منهم يعلمهم الكتاب والحكمة ويدلهم على سبيل الله ، لا فظا ولا غليظا ولا صخابا في الأسواق ، ولا يجزى بالسيئة السيئة ، بل يعفو ويصفح امته الحمادون الذين يحمدون الله على كل نشز وفي كل صعود وهبوط تدل ألسنتهم بالتكبير والتهليل والتسبيح ، وينصره الله على من ناواه فاذا توفاه الله اختلفت امته من بعده ثم اجتمعت فلبثت ما شاء الله ثم اختلفت فيمرّ رجل من امته على شاطئ الفرات يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ، ويقضي بالحق ولا يركس (١) الحكم ، الدنيا اهون عليه من الرماد في يوم عصفت به الريح ، والموت عنده اهون من شرب الماء على الظمآن ، يخاف الله في السر وينصح له في العلانية ، لا يخاف في الله لومة لائم ، فمن ادرك ذلك النبي من اهل هذه البلاد فآمن به كان ثوابه رضواني والجنة ، ومن ادرك ذلك العبد الصالح فلينصره ، فان القتل معه شهادة ثم قال : انا مصاحبك فلا افارقك حتى يصيبني ما اصابك ، فبكى (عليهالسلام) ثم قال : (الحمد لله الذي لم اكن عنده منسيا ، الحمد لله الذي ذكرني عنده في كتب الأبرار) فمضى الراهب معه ثم ذكر انه اصيب بصفين ، وان عليا (عليهالسلام) صلى عليه ودفنه ، وقال : (هذا منا اهل البيت) واستغفر له مرارا (٢) ، فهذا الحديث مصرح بان عليا (عليهالسلام) هو المخصوص بالذكر بعد النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) بتعيينه في كتب الله السابقة المنزلة على الأنبياء فيكون هو الخليفة من بعده ، لأن ذكره معه يشير الى انه وصيه والقائم مقامه من بعده ، ثم انظر
__________________
(١) الركس : رد الشيء مقلوبا وفي كتاب صفين «ولا يرتشي في الحكم».
(٢) شرح نهج البلاغة ٣ / ٢٠٦ وكتاب صفين ص ١٦٤.