واشتغلوا به عن دفن الرسول (صلىاللهعليهوآلهوسلم) وكذا عقيب موت كل امام ، روى انه لما توفي النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) خطب أبو بكر فقال : «يا ايها الناس من كان يعبد محمدا ، فان محمدا قد مات ، ومن كان يعبد رب محمد فانه حي لا يموت ، لا بد لهذا الأمر ممن يقوم به فانظروا وهاتوا آراءكم رحمكم الله»
وهذه الحجة فاسدة من وجوه.
الأول : ان دعوى الاجماع من الصحابة على المبادرة الى تعيين الامام ونصبه خطأ فاحش فقد صح في روايات قومه واهل مذهبه ان الذين بادروا الى ذلك الانصار وثلاثة من المهاجرين ابو بكر وعمر وابو عبيدة ومضوا ينازعون الانصار في سقيفة بني ساعدة حتى غلبوا عليهم وجميع المهاجرين غيرهم لم يحضروا ذلك الأمر ولا بادروا إليه وهم وجوه الصحابة واعلم الصحابة على (عليهالسلام) وهو وجميع بني هاشم واشياعهم يشتغلون بجهاز النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) ودفنه عن ذلك الأمر ، فاين اجماع الصحابة على المبادرة الى نصب الامام واشتغال جميعهم به عن دفن الرسول كما ادعاه؟ فلو كان نصب الامام على الرعية واجبا لكان احق الناس بالمبادرة إليه علي بن ابي طالب وشيعته مثل عمه العباس ، وسلمان وابي ذر والمقداد واضرابهم ، ولو كان مبادرة الثلاثة والانصار الى المنازعة في الخلافة حقا لما تأخر علي (عليهالسلام) وشيعته لأنه مع الحق والحق معه ولما قعد عنه أكابر الصحابة عندهم كعبد الرحمن بن عوف وسعد بن ابي وقاص والزبير بن العوام وطلحة بن عبيد الله وعثمان بن عفان وأشباههم فلا اجماع منهم على ما ذكره المحتج.
الثاني : ان الذين بادروا الى عقد الامامة من الصحابة الذين ذكرناهم لم يكن غرضهم ما ذكره من تعيين الامام لكونه واجبا وانما كان غرضهم امرا