ومسلم غير صحيح ، وهو ما روى من قوله (صلىاللهعليهوآلهوسلم) لعائشة : (ادعى لي اباك واخاك حتى اكتب لأبي بكر كتابا فأني اخاف ان يقول قائل أو يتمنى متمن ويأبى الله والمؤمنون الا أبا بكر) وهذا هو نص مذهب المعتزلة (١) انتهى.
وها نحن ذا نبدأ بذكر ما يخالف مذهبه من صريح الخبر ثم نعود الى الجواب عن قوله ، لنعلمك ان الحجة التي بها علينا يصول عليه لا له وذلك من وجهين :
الأول اشتمال الخبر عن منازعة امير المؤمنين (عليهالسلام) القوم ومكاشفته اياهم ، ونسبتهم الى الظلم والتعدي ، والتظاهر على اهل البيت باخذ مقام رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلم) واخراجهم سلطانه من داره الى دورهم ، ورميهم بالمواطاة على ذلك بقوله لعمر : (أشدد له اليوم أمره ليرده عليك غدا) ، ونحو ذلك مما اشتمل عليه الخبر ، ولقد صدق فيما قال ولم يزل صادقا فان أبا بكر أوصى بالأمر الى عمر وعمر تحسر على فقد ابي عبيدة وسالم مولى ابي حذيفة حين طعن ، وقال : لو كان احدهما حيا لم يتخالجه الشك فيه وذلك يصرح بما تدعيه الامامية من معاقدة الجماعة على ابتزاز الأمر واخراج الخلافة عن اهل بيت رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلم) بعد وفاته ، وان الأمر لأبي بكر وبعده لعمر وبعده لأحد الرجلين المذكورين فصرح الخبر تصريح الليل عن صبحه بان امير المؤمنين (عليهالسلام) طاعن في خلافة من تقدم عليه ، ويعضد ذلك ما في آخر الخبر من تركه (عليهالسلام) مبايعة ابي بكر وملازمته منزله ، ولو لم يكن ساخطا ولايته ما ترك بيعته ولا تقاعد عنها لأن الراضي بشيء لا يتركه لا سيما وهو من الأمور الواجبة لوجوب طاعة الامام ومساعدته وهذا خلاف ما يدعيه ابن
__________________
(١) شرح نهج البلاغة ٦ / ١٢.